للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: (فلما استوت على البيداء) (١) أي: استقلت قائمة، كما قال في الحديث الآخر: (انبعثت به قائمة) (٢).

وقوله: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ [الرعد: ٢] قال ابن عرفة: الاستواء من الله القصد إلى لشيء والإقبال عليه، ومعنى قوله هذا: فعل يفعله به، أو فيه، وهو نحو قول الأشعري: فعل فيه فعلًا سمى نفسه بذلك، وقول بعضهم: هو إظهار لآياته لا مكان لذاته. وقول آخرين في تأويله: يفعل الله ما يشاء، وقد نقل مثل هذا عن سفيان. وقال: هو استواء علاء. وقال أبو العالية استوى: ارتفع. وقيل: استوى بمعنى العلو بالعظمة. وقيل: ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ أي هو أعظم منه شأنًا وقيل: استوى: قهر. وقيل: ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ أي: علا بذاته.

وقيل: قدر. وقيل: استولى، وأنكر هذين القولين غير واحد لأن القدرة من صفات الذات، ولا يصح فيها دخول "ثم" إذ هي لما لم يكن، بخلاف صفات الأفعال.

وكذلك قوله: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ﴾ [البقرة: ٢٩] أي: قصد كما قال ابن عرفة. وقال ابن عباس: استوى إلى السماء: صعد أمره، وقيل: العرش هنا للملك أي: حوى عليه وحازه. وقيل: استوى، راجع إلى العرش أي: بالله وسلطانه استوى.

وقيل: استوى من المشكل الذي لا يعلم تأويله إلا الله، وعلينا الإيمان به، والتصديق، والتسليم، وتفويض علمه إلى الله تعالى، وهو صحيح مذهب الأشعري وعامة الفقهاء والمحدثين، والصواب إن شاء الله.

وقوله: سوي أو غير سوي، السوي: المعتدل الخلق المستوي التام، وهو ضد المعوّج والناقص.

وقوله: (ظهرت) بمستوى) (٣) [. . .] (٤).


(١) الدارمي (١٩١٢).
(٢) مسلم (١١٨٧).
(٣) أحمد (٢٠٧٨١).
(٤) بياض في (أ، م) ولم تذكر المطبوعة هذا القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>