للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأيام التشريق: قال مالك: الأيام المعدودات هي: أيام التشريق. وقال في موضع آخر: هي الأيام التي نهى النبي عن صيامها. وقال غيره: سميت بذلك لأنهم كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي أي: يقطعونها ويقددونها. وقيل: من أجل صلاة العيد صلاتها وقت شروق الشمس. قال أبو عبيد: فصارت هذه الأيام تبعًا ليوم النحر. وقال أبو حنيفة: التشريق التكبير دُبُر الصلوات. قال أبو عبيد: ولم أجد أحدًا يعرف أن التكبير يقال له: التشريق. وقيل: أيام التشريق أيام منى، وهي أيام معلومات.

وقوله: في البقرة وآل عمران: (كأنهما ظلتان سوداوان بينهما شَرْق) (١) بفتح الشين وسكون الراء. قيل نور وضوء كذا ضبطناه عن بعض شيوخنا بالسكون، وكذا كان في كتاب التميمي، وكذا قيدناه عن أبي الحسين بن سراج في كتب اللغة، وقيدناه عن أبي بحر بفتح الراء في مسلم؛ وبالسكون ذكره الهروي. قال: والشرق الضوء والشرق: الشمس والشرق: الشق، وقال ثعلب: الشرق: الضوء الذي يدخل من شق الباب وضبطه بعضهم شرق.

وقوله: في الفتنة (من قِبَل المشرق) (٢) وكذلك قوله في الحديث الآخر: "الكفر" وفي الآخر: "غلظ القلب". وفي الآخر: "من حيث يطلع قرن الشيطان": الأظهر هنا قول من قال: إنه مشرق الأرض، وبلاد فارس وكسري وما وراءها بدليل قوله: من حيث تطلع الشمس، وبدليل معاني الحديث من طلوع الفتن والبدع منها، الذي يدل عليه قوله: قرن الشيطان". وقد فسرناه. وقيل: أراد بلاد نجد وربيعة ومُضَر، بدليل أنه قد جاء ذلك مبينًا في حديث آخر، فالوجهان صحيحان، ونجد وبلاد مضر وربيعة وفارس وما وراءها، كله مشرق من المدينة والشرق والمشرق سواء.

وقوله: (أريت مشارق الأرض ومغاربها) (٣) المشارق: مطالع الشمس كل


(١) مسلم (٨٠٥).
(٢) البخاري، كتاب الفتن، باب (١٦).
(٣) مسلم (٢٨٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>