للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث) (١). كذا رويناه وقيدناه عن الأسدي بتشديد اللام وضم العين وفتح ما بعدها، أي إن جفاءك وغباوتك يحملانك على العجلة لتركك استماع حديثي وقطعه عليَّ بقولك (ليس عن هذا أسألك) فأنت ضخم جاف من أجْل فعلك هذا، فيكون بمعنى التي للوم والعرض، ورواه بعضهم: "أَلَا". بمعناها للعرض والتحضيض. وعند ابن الحذَّاء (ألا تدعُني أستقرئ) بضمهما.

وقوله: "إلا يشِفُّ فإنه يصف"، بكسر الهمزة أي: إنْ لم يكن لخفته يشف أي يُبدي ما وراءه ويظهره فإنه يصف ما تحته برقته بانضمامه عليه أي يظهره كوصف الواصف لذلك.

وفي باب من ملك من العرب رقيقًا: (نا ابن عون: كتبت إلى نافع فكتب إليَّ) (٢) كذا لأبي ذر والأصيلي وجمهورهم، ولبعضهم: (كتب إليَّ نافع) على الاختصار، والأول معروف وكذا ذكره البخاري في تاريخه مبينًا: كتبتُ إلى نافع أسئلة فكتب إليَّ.

وفي الجلوس في الأفنية: (فإن أبيتم إلا المجلس) (٣) كذا هو حيث وقع وهو الصواب، وجاء في باب الجلوس في الأفنية لسائر رواة البخاري: (فإن أتيتم إلى المجالس) من الإتيان وهو تغيير، وقد ذكرناه قبل.

وفي حديث موسى والخضر: (ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا ما نقص هذا العصفور من هذا البحر) (٤) ذكر بعضهم أن "إلا" هنا بمعنى ولا، أي ما نقص علمي ولا علمك، ولا ما أخذ من البحر العصفور، شيئًا من علم الله، أي أن علم الله لا يدخله نقص وقد قيل في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً﴾ [النساء: ٩٢] نحو هذا، وإنما هو عند المحققين استثناء من غير الجنس بمعنى لكن. قال القاضي : وهذا غير مضطر إليه إذ معني الحديث على لفظه وصحة الاستثناء على ظاهره صحيح بَيِّنْ وأولى مما


(١) مسلم (٧٤٩).
(٢) البخاري (٢٥٤١).
(٣) البخاري (٦٢٢٩).
(٤) البخاري (٣٤٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>