للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث حذيفة في الفتن: (إني لأعلم الناس بكل فتنة، وما بي إلا أن يكون رسول الله أسرَّ إليَّ في ذلك شيئًا لم يحدثه غيري، ولكن رسول الله قال كذا) (١) الحديث، كذا في الأصول كلها، قال الوقشي: الوجه حذف "إلا" وبه يستقل الكلام، قال القاضي : هو مساق الحديث وما يدل عليه مقتضاه: أي ما اختص علم ذلك بي لأن النبي أسر جميعه إليّ، ولكن لما ذكره من أنَّ النبي قال وهو في مجلس فيه غيره، فماتوا وبقي هو وحده، ولقوله في الحديث الآخر: (نسيه من نسيه) وقد يخرج للرواية وجه أن يكون قوله: وما بي من عذر في التحدث بها والإعلام إلا ما أسر إليَّ من ذلك مما لم يعلمه غيري، ولعله حد له أن لا يذيعه أو رأى ذلك من المصلحة.

وفي البخاري (وقال ابن عمر والحسن فيمن احتجم: ليس عليه إلا غسل محاجمه) (٢) كذا للبلخي، وسقط للباقين "إلا"، وإلا غسل محاجمه. هو الصواب وهو مذهبهما المعروف عنهما أي أنه لا وضوء عليه من الحجامة إلا غسل مواضع المحاجم من الدم. وقد روي عنهما أن عليه الوضوء وأما إسقاط "إلا" فوهم.

في حديث الإفك: فقلت إلى مَ تسبين ابنك. كذا للمروزي، وللباقين: (أي أم تسبين ابنك) (٣). ولكليهما وجه الأول "حتى مَ"، لأنها كررت سبه في الحديث مرة بعد أخرى، أو فيمَ كما تقدم أي لأي علة، وفي أي قصة، والوجه الآخر بيّن، ودعتها أمًّا لسنها وكبرها، ويحتمل أنه مصحف من "إلى مَ" والله أعلم.

قوله: (فجلست إلى الحلق) معنى "إلى" هنا معنى "في" كما تقدم، وكما جاء في الحديث الآخر: (فجلست في الحلق) (٤).


(١) مسلم (٢٨٩١).
(٢) البخاري، كتاب الوضوء، باب (٣٤).
(٣) البخاري (٤٧٥٧).
(٤) البخاري (٥٠٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>