للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله) (١)، بالفتح والتشديد أي: إنا قد حققنا أمرك ولا نشك في بركتك وإجابة دعوتك فيها إلا أَلَّا نكون نعلم أنك رسول الله، كما قال في الرواية الأخرى: قد علمت حين مشى بها رسول الله أنه يبارك فيها.

وفي باب الوكالة في قضاء الديون في البخاري: (أعطوه سنًّا مثل سنه قالوا: يا رسول الله إلَّا أمثل من سنه) (٢) بالكسر، أي لم نجد إلا أمثل وأفضل، فحذفوا استخفافًا لدلالة الكلام عليه، أو أسقط الحرف عن الراوي، وقد جاء في غير هذا الباب تامًّا مبينًا: (لا نجد إلا سنًّا أفضل من سنه).

وقوله: في باب ما يذكر من المناولة: (حيث كتب لأمير السرية) (٣) كذا لهم وعند الأصيلي: (إلى أمير السرية). وهما بمعنى متقارب وإلى تأتي بمعنى "مع" وهو إنما كتب الكتاب له ومعه، لم يرسله إليه وليس إلى هنا غاية.

وقوله: في حديث الأئمة: (أفلا ننابذهم؟ قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة) (٤). كذا لهم، وعند الطبري: "إِلا". ولا وجه له ولعله: أَلَا. للاستفتاح أي ما أقاموها فلا تفعلوا.

قوله: في حديث: لا تزال طائفة ظاهرين (فيقول: أَلَا إن بعضهم على بعض أمراء) (٥) كذا هي مخففة لأكثر الرواة وهو الصواب على الاستفتاح، وفي كتاب شيخنا القاضي الشهيد عن العذري، فيقول "الآن" بسكون اللام بمعنى ظرف زمن الحال ولا وجه له هنا.

وفي حديث لا تتمنوا لقاء العدو: (إن عبد الله بن أبي أوفى كتب إلى عمر بن عبيد الله حين سار إلى الحرورية) (٦) كذا لهم، وللعذري "إليه" والأول الصواب.


(١) البخاري (٢٦٠١).
(٢) البخاري (٢٣٠٦).
(٣) البخاري، كتاب العلم، باب (٧).
(٤) مسلم (١٨٥٥).
(٥) مسلم (١٥٦).
(٦) مسلم (١٧٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>