للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل ذلك في قوله: ﴿طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ﴾ [الإسراء: ١٣] ويقال: طار سهم فلان في كذا أي: خرج.

وقوله: في باب بيع الحطب والكلأ: في حديث علي: ومعي طالع من بني قينقاع، كذا للأصيلي، والقابسي والحموي والنسفي، وأكثرهم هنا. وفسروه بالدليل بمعنى: الطليعة، ووقع للمستملي ولابن السكن: (صائغ) (١) وهو الصحيح المعروف هنا، وكذا في كتاب مسلم، وكذا جاء في غير الباب بمعناه وواعدت صواغًا.

وقوله: (كأن عينه عنبة طافية) (٢) أكثر الروايات فيه بغير همز، وهو الذي صحح الشيوخ والمفسرون أي: ناتئة كحبة العنب الطافية فوق الماء. وقيل: البارزة من بين صواحبها. وقد رويناه عن بعضهم بالهمز، وأنكره أكثرهم ولا وجه لإنكاره، لأنه قد روى في الحديث أنه ممسوح العين ومطموس العين، وأنها ليست جحراء ولا ناتئة، وهذه صفة حبة العنب التي سال ماؤها وطفيت، وعلى ما جاء في الأحاديث الأخر: جاحظ العين وكأنها كوكب يحتج به للرواية الأولى، ويصح الجمع بينهما بأنه أعور إحداهما. العوراء مطموسة وممسوحة وغير ناتئة، وطافئة بالهمز، والأخرى كأنها كوكب وجاحظة، وطافية بغير همز، والله أعلم. وقد بسطنا هذا واختلاف الروايات فيه. وقوله: في بعضها: (أعور العين اليمنى) وفي بعضها (اليسرى) وجمعنا الأحاديث ولفقناها بمعنى، في كتاب الإكمال في شرح مسلم بما فيه كفاية.

وقوله: (هذا أبرُّ ربنا وأطهر) (٣): بطاء مهملة للحموي وأبي الهيثم، ولغيرهما: وأظهر بالمعجمة والأولى أليق بالمعنى أي: أزكى عملًا.

قوله: في حديث أذان بلال في الصبح (حتى يستطير) (٤) كذا هو لأكثرهم وهو الصواب، أي ينتشر الفجر، ورواه بعضهم يستطيل باللام، وهو هنا خطأ ووهم.


(١) البخاري (٢٣٧٥).
(٢) البخاري (٣٤٤٠).
(٣) البخاري (٣٩٠٦).
(٤) مسلم (١٠٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>