للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حجرتها) كذا عند ابن ماهان والسجزي في حديث حرملة ولغيره: (في حجرتها) وعند البخاري من رواية أسامة: (لم تخرج من قعر حجرتها) وفي رواية أنس بن عياض عنده (والشمس لم تخرج من حجرتها) والمعاني متقاربة، وكله راجع إلى أن الفيء لم يعم الحجرة، حتَّى ارتفع على حيطانها، وبقيت الشمس على الجدر.

ومثله قول ابن عمر: (ظهرت على ظهر بيت لنا) (١) أي: علوت. وقيل: معنى تظهر: تزول كما قال:

"فتلك شكاة ظاهر عنك عارهًا" (٢)

أي زائل، وهو راجع إلى معنى؛ أي: مرتفع عنك.

وقوله: (حتَّى ظهرت بمستوى) (٣) أي: علوت ومثله قوله: (فإذا ظهر من بطن الوادي) أي ارتفع وعلا، وفي حديث الهجرة (أسرينا ليلتنا ويومنا، حتَّى ظهرنا كذا لهم، وعند أبي ذر: (أظهرنا) فظهرنا: بمعنى علونا أي: في سيرنا ويكون ظهرنا أيضًا أي: فتنا الطالب يقال: ظهرت عنه إذا فُتَّهُ، وأظهرنا: صرنا في الظهر، وفي الظهيرة أي: سرنا فيها.

ومعنى قوله: (وقام قائم الظهيرة) (٤) وذكر الظهائر، ونحر الظهيرة، الظهيرة: هي ساعة الزوال، وشدة الحر. وقال يعقوب هي نصف النهار حين تكون الشمس حيال رأسك وتركد في القيظ وهو الظهر أيضًا، وبه سميت صلاة الظهر، وجمعها: ظهائر ونحر الظهيرة مثل: قائم الظهيرة. وقيل: نحرها أولها.

وقوله: (بعير ظهير) (٥) أي: قوي الظهر على الرحلة.

وقوله: (لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ) (٦) أي: غالبين عالين.


(١) البخاري (١٤٩).
(٢) البخاري (٥٣٨٨).
(٣) البخاري (٣٤٩).
(٤) البخاري (٣٦١٥).
(٥) البخاري (٤١٦١).
(٦) البخاري (٧٣١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>