للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن نومك لعريض فكنى بالوساد عنه. وقيل: أراد أن موضع الوساد منك لعريض، يريد من رأسه وعنقه، ويدل عليه قوله في الرواية الأخرى: (إنك لعريض القفا) قال الهروي: كناية عن السمن. قال الخطابي: وقد يكون كناية عن الغباوة، وقيل إنه أراد أن من أكل مع الصبح في صومه، أصبح عريض القفا لأن الصوم لا ينهكه. قال القاضي : ومراده في الحديث بَيِّن لا يحتاج إلى شيء من هذا التكلف لوضوح مقصده، وإنما أراد أن وسادًا يكون تحته أو عنقًا يتوسد الخيط الأبيض والخيط الأسود لعريض؛ إذ هما الليل والنهار اللذان أراد الله بالخيط الأبيض والخيط الأسود، إذ الليل والنهار هما الزمان كله المشتمل على الدنيا وأقطارها عرضًا وطولًا، وكذا جاء في البخاري في كتاب التفسير: (إنك إذًا لعريض القفا إن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادك) (١) وإلى نحو هذا أشار القابسي.

وقوله: في أسيفع جهينة (أدان معْرضًا) (٢) بسكون العين قيل: معناه هنا: المعترض لكل من يدانيه. وقيل: معترضًا ممكنًا: أي: أدان من كل من يمكنه ويعترض له، يقال: عرض لي الأمر وأعرض أي: أمكنني، وهذا قد رده بعضهم لأن الحال إذًا من غيره لا منه. وقيل معرضًا عن النصيحة في ألا يفعل ذلك ولا يستدين، قاله ابن شميل. وقيل: معرضًا عن الأداء لا يبالي ألا يؤديه.

قوله: (ثم أعترض عنها) (٣) وعن الذي يعترض عن امرأته: أي: أصابته علة أضعفت ذَكَرَهُ عن الجماع وهو المعترض، وقد كان يأتي النساء قبل، والعنين الذي خلق خلقة لا يأتيهن.

وقوله: (وهي بينه وبين القبلة معترضة) (٤) وفي رواية: (اعتراض الجنازة) أي: كما تجعل الجنازة عرضًا للصلاة عليها.


(١) البخاري (٤٥١٠).
(٢) الموطأ (١٥٠١).
(٣) الموطأ (١٢٤٢).
(٤) مسلم (٥١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>