للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبترك التنوين والإضافة، والعرق بالكسر أصله في الغرس، يغرسه غير رب الأرض، ليستوجب به الأرض، وكذلك ما شابهه من البناء، وشق الأنهار، وحفر الآبار، واستخراج المعادن، سميت عروقًا لشبهها في الأحياء بعرق الغرس. قال هشام بن عروة: العرق الظالم الذي يغرس في أرض غيره. وقال سفيان: العرق الظالم المشترى لعله يريد من غاصب، ومن نون "عرقًا" وجعل ظالمًا من صفته، فراجع إلى ربه أي: ذو ظلم، كما قال: مال رابح.

وفي نكاح المحرم فقال أبان: (أراك عراقيًا جافيًا) (١) كذا للسمرقندي والعذري وكافة الرواة، وعند السجزي: أعرابيًا أي: بدويًا وهو الصواب، وكذا قال الكناني والجياني لأنهم الذين ينسبون للجفاء والجهل بالسنة.

وقوله: (في التوثق ممن تخشى معرته) (٢) كذا لهم، وعند الأصيلي: مغرة وهما بمعنى.

وقوله: (فتعرفنا اثني عشر رجلًا) (٣) أي: صرنا عرفاء على غيرنا أي: مقدمين بدليل بقية الحديث، وذكر فيه أيضًا البخاري عن بعضهم: فتفرقنا من الافتراق، وقد يخرج له وجه، وكذلك رواه أكثرهم عن البخاري، في كتاب الصلاة ففرقنا اثني عشر رجلًا، وللنسفي: (فعرفنا) وهو أوجه وأصوب. وفي مسلم: فعرفنا بفتح الفاء، وعن ابن ماهان فيه تخليط ووهم، ذكرناه آخر الكتاب في الأوهام.

وقوله: في اللقطة: في حديث إسحاق بن منصور، عن الحنفي: (وإلا فاعرف عفاصها ووكاءها) (٤) هكذا لابن الحذّاء، وهو المعروف، وعند غيره: (وإِلا عرف عفاصها) وليس بشيء، وقيدناه عن أبي بحر (وإلا عَرَفَ عفاصها) فعل ماض، وهو راجع إلى معنى اعرف.


(١) مسلم (١٤٠٩).
(٢) البخاري، كتاب الخصومات، باب (٧).
(٣) أحمد (١٧١٤).
(٤) مسلم (١٧٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>