للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الأطعمة: في حديث المرأة فصارت (عرقة) (١) كذا رواه القابسي والنسفي وعبدوس: بالعين المفتوحة المهملة والقاف، وعند أبي ذر مثله، لكن مضموم العين وكلهم سكَّنوا الراء، وعند الأصيلي وغيره: "عرفة" وضبطه بعضهم "غرفة" بالمعجمة والفاء، وهي المرقة التي تغرف. قال بعضهم: والأول الصواب. قال ابن دريد الغرفة والغرافة ما اغترفته بيدك. قال القاضي : ويظهر لي أن رواية الآخَر بالعين المهملة والقاف أشبه لأنَّهُ أضاف ذلك لأصول السلق، فكأنه شبهها في ذلك الطبيخ ببضع اللحم، أو بالعرق وهو العظم، الذي يتعرق ما عليه من اللحم وهو العراق أيضًا، وهو أيضًا القطعة من اللحم، وقد فسرناه قبل والله أعلم.

وقوله: في باب الهجرة (بما تعارفت به الأنصار) (٢) كذا لبعض رواة البخاري بالراء، وعند الأصيلي والقابسي وأكثرهم تعازفت: بالزاي، وعند النسفي: تقاذفت: بالقاف والذال أي: رمى بعضهم بعضًا وعيَّر بعضهم بعضًا، والقذف: الرمي والسب، وعند أبي الوليد: تقارفت: بالقاف والراء وهو بمعنى تقاولت، جاء في غير هذا الموضوع أي: تعاطوا القول، وفخر بعضهم على بعض، وسنزيده في حرف القاف بيانًا، وكذا رواية تعارفت بالراء معناه أي: تفاخرت. وقيل في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: ١٣] تفاخروا وأما رواية الزاي فوهم وبعيدة المعنى، لأنّها بمعنى اللهو واللعب والغناء، ولم تفعل ذلك الأنصار في أشعارها إلا أن يريد نساء الأنصار، تغنت بما قالته رجالها في يوم بعاث، فتخرج على بعد على هذا التأويل بالحذف والإضمار.

وقوله: في حديث: لا عَدْوَى قال: (فأبي أبو هريرة أن يعرف ذلك) (٣) كذا في نسخ مسلم. قال بعضهم: لعله أن يقر بذلك.


(١) البخاري (٩٣٨).
(٢) البخاري (٩٥٢).
(٣) مسلم (٢٢٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>