للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمعنى صحيحان أي: تبخل علي وعني. قال الله ﴿وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ﴾ [محمد: ٣٨].

وقوله: في باب التوبة: (كتمت عليكم حديثًا) (١) كذا للطبري، ولغيره: "عنكم" وهما بمعنى كما تقدم.

ومثله قوله: (لولا أن يأثروا علي كذبًا لكذبت عليه) (٢) كذا للأصيلي، ولأبي ذر وغيره: "عنه".

وفي الحلاق: (وقال بيده على رأسه) (٣) كذا لبعض الرواة، والذي عند شيوخنا عن مسلم، (عن رأسه) وكلاهما صحيح. و"قال" هنا بمعنى: جعل، أو أشار، كما قال في الرواية الأخرى، (وأشار بيده) ف "علي" هنا إذا جعلناها على بابها من "العلو" أي: جعله على ذلك الجانب، حتى فرغ الحلاق من الجانب الآخر ليقسمه بين أصحابه، كما جاء في نفس الحديث، وقد تكون "عن" هنا بمعنى "إلى" أو بمعنى اللام. كما تقدم. وأما رواية "عن" فبمعنى على، كما ذكرناه، وقد تكون على بابها أي أزال يده عنه ليحلقه الحلاق بعد إمساكه عليه، لما ذكرناه من قسمة شعر شقيه على أصحابه كما بينه في نفس الحديث.

وقول: عائشة: (فلم أنشبها حتى أنحيت عليها) (٤) ويروي: أثخنت، قد ذكرنا هذا اللفظ، والخلاف فيه في حرف الثاء والخاء، وفي حرف الحاء، وفي حرف النون، والذي يظهر في صوابه عندي أن "عليها" تصحيف من "غلبة"، وأن قوام الكلام ما جاء في الحديث بعده، (فلم أنشبها حتى أثخنتها غلبة) والله أعلم. ويحتمل أن تكون "عليها" بمعنى الباء أي: أوقعت بها كما قال:

يفيض علي القداح ويصدع

أي: بالقداح.


(١) مسلم (٢٧٤٨).
(٢) البخاري (٧).
(٣) مسلم (١٣٠٥).
(٤) مسلم (٢٤٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>