للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنه: (يَكْفُرْنَ العَشِير) (١) يعني: الزوج أي: يجحدن إحسانه كما فسره في الحديث.

وقوله: وفلان (كافر بالعرش) (٢) قيل: هو على وجهه، أي: لم يسلم بعد والعرش بيوت مكة. وقيل: مقيم بها مستتر فيها. وقيل: مقيم بالكفور وهي بيوت مكة وهي العرش، وسيأتي بقية الكلام عليه في حرف العين (٣).

وقوله: (من أتى عَرَّافًا) (٤) ومن فعل كذا (فقد كفر بما أُنزل على محمد) أي: جحد تصديقه بكذبهم، وقد يكون على هذا إذا اعتقد تصديقه، بعد معرفته بتكذيب النبي لهم كفرًا حقيقة.

ومثله (أصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ وَكَافِرٌ) الحديث (٥)، فمن اعتقد أن النجم فاعل ومدبر فكافر حقيقة. ومن قال بالعادة والتجربة فقيل ذلك فيه لعموم اللفظ. أو كافر بنعمة الله في المطر إذ لم يضف النعمة إلى ربها، أو أنه ليس في هذا جاء الحديث، ولا بأس به وهو قول أكثر العلماء، وإن النهي إنما هو لمن اعتقد أن النجم فاعل ذلك.

وقوله: (الكُفَرّي) (٦) بضم الكاف وفتح الفاء وضمها معًا وتشديد الراء مقصور، هو عند أكثرهم وعاء الطلع وقشره الأعلى وهو قول الأصمعي وهو الكافور والكفر أيضًا. وقال بعض أهل اللغة وعاء كل شيء كافوره. ويقال له: قفور أيضًا. وقال الخطابي: قول الأكثرين أن الكفرى: الطلع بما فيه. وقال الفراء: هو الطلع حين ينشق. قال أبو علي: وقول الأصمعي هو الصحيح. وقال الخليل: الكفرى: الطلع. وقوله في الحديث (قشر الكفرى) (٧) يصحح قوله.


(١) البخاري (١٠٥٢).
(٢) مسلم (١٢٢٥).
(٣) هذا بحسب ترتيب المؤلف، وقد سبق الكلام في حرف العين.
(٤) مسلم (٢٢٣٠).
(٥) البخاري (٨٤٦).
(٦) البخاري، مقدمة تفسير سورة ق.
(٧) البخاري مقدمة تفسير سورة فصلت.

<<  <  ج: ص:  >  >>