للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: إنه كان يلقي في البخور كافورًا: هو هذا الطيب المعلوم. يقال بالكاف والقاف وقيل فيه: قفور أيضًا. وقال ابن دريد: وأحسبه ليس بعربي محض.

وقوله: في الدعاء آخر الطعام: (الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه غير مكفي ولا مكفور ولا مستغنى عنه ربنا) (١) كذا رويناه مَكفِيّ: بفتح الميم وكسر الفاء وتشديد الياء. قيل: معناه في هذا كله ومراده الطعام وعليه يعود الضمير، وإليه ذهب الحربي ورواه غير مكفأ ومعناه ومعنى "غير مكفي" سواء مما تقدم أي: غير مقلوب إناؤه لعدمه أو للاستغناء عنه كما قال. (ولا مودع) أي: متروك ومفقود فسهل همزته في روايتنا و"غير مكفور": غير مجحود نعمة الله فيه، بل مشكورة غير مستور الاعتراف بها، ولا متروك الحمد والشكر فيها، وأصل الكفر: الستر ومنه سمي الليل كافرًا. وقيل: تكفّروا في السلاح، والزرَّاع: كافرًا، لستره البذر في الأرض، والكافر كافرًا، لستره بكفره الإيمان. وذهب الخطابي إلى أن المراد بهذا الدعاء كله الله تعالى، وإن معنى غير مكفي أي: إنه تعالى يُطْعِم ولا يُطْعَم كأنه هنا من الكفاية، وإلى هذا ذهب غيره في تفسير هذا الحرف: أي أنه تعالى مستغنٍ عن معين وظهير. وقوله: ولا مودع أي: غير متروك الطلب إليه والرغبة له وهو بمعنى المستغنى عنه، وينتصب ربنا هنا عند من نصبه بالمدح والاختصاص أو بالنداء كأنه يقول: يا ربنا اسمع حمدنا ودعاءنا، ومن رفعه قطع وجعله خبرًا، وكذا قيده الأصيلي، كأنه قال: ذلك ربنا أو هو أو أنت ربنا، ويصح فيه الكسر على البدل من الاسم في قوله: الحمد لله أول الدعاء.

وقوله: (والكافر يأكل في سبعة أمعاء) (٢) قيل: المراد به رجل مخصوص. وقيل: على العموم وانظره في الميم.


(١) البخاري (٥٤٥٩).
(٢) البخاري (٥٣٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>