للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي منه كما جاء في سائر الروايات.

ومنه (كنت ألزم رسول الله بشبع بطني) (١). كذا لبعض رواة أبي ذر بالباء في باب مناقب جعفر، ولغيره (لشبع) وكلاهما بمعنى، أي مِنْ أَجْلِ شبع، وباللام جاء في الحديث في غير موضع.

وقد تأتي الباء [واللام] (٢) بمعنى "زمِنْ أَجْلِ" كما ذكرناه.

وكذلك في قوله: (إني أسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وَجدِ أُمِّه) (٣) كذا للأصيلي وللقابسي، وبعضهم: "لما". ولأبي ذر: "مما". وكله راجع لمعنى منْ أجْلِ كذا جاء في حديث ابن زريع وفي غيره: لما.

قوله: (يمينك على ما يصدقك به صاحبك) (٤) "الباء" بمعنى فيه، أو بمعنى "على"، كما قال في الرواية الأخرى: (عليه صاحبك).

وقول حذيفة: (ما بي إلا أن يكون رسول الله أَسَرَّ لي شيئًا لم يحدثه غيري) (٥) معناه تأكيد النفي كقولهم: ما زيد بقائم. قالوا: وإلا هنا زائدة الصواب سقوطها. [وقد ذكرناه] (٦).

وقوله: (فأصابتني حمى بنافض) (٧) قد يقال: إن "الباء" هنا زائدة أي: حمي نافض. كما قالوا: أخذت خطام البعير وأخذت بخطامه. قالوا: لكن لدخولها هنا فائدة زائدة لم تكن قبل دخولها، وقد تكون على أصلها لإلزاق الحمى، قالوا: ومنه قوله: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ [العلق: ١] أي اقرأ اسمه، ومنه: اقرأ بأم القرآن وبكذا وبما تيسر.

وقوله: "فحططت بزجه الأرض" (٨) الباء هنا زائدة أي: حططته للأرض


(١) البخاري (٣٧٠٨).
(٢) في المخطوطة (أ).
(٣) البخاري (٧٠٩).
(٤) مسلم (١٦٥٣).
(٥) مسلم (٢٨٩١).
(٦) في المخطوطة (أ).
(٧) البخاري (٣٣٨٨).
(٨) البخاري (٣٩٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>