للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول، (ثم عن يمينك) وعلى هذا تأتي رواية الأصيلي أوجه. وقال لنا بعض شيوخنا من المتقنين في هذا الباب: صوابه يعلم كما قال غير الأصيلي وبعده. "بعواسج كن عن يمينك". وقال: كذا جاء مبينًا عند بعض رواة الحديث، في غير هذه المصنفات فتصحف قوله: "بعواسج بقوله يقول، ثم فإن صحت هذه الرواية فهذا حق لا غطاء عليه، وقد ذكر أبو عبد الله الحميدي في اختصاره الصحيح هذا الحرف فقال فيه: تنزل ثم عن يمينك فرأى أن يقول مصحفًا من تنزل لا بيان في هذا، وما ذكرناه بين وبعده أيضًا. وقوله: (وأنت ذاهب إلى مكة بينه وبين المسجد رمية حجر) كذا لأبي ذر والنسفي وسائر الرواة، وكذا في أصل الأصيلي، ثم خط عليّ "بينه" فدل على سقوطها عند بعض شيوخه، ويختل بسقوطها الكلام.

وقوله: (اللهم عليك بقريش وسمى فيهم عمارة بن الوليد) ثم قال: (فلقد رأيتهم صرعى يوم بدر) (١) ذكر عمارة بن الوليد هنا غلط ووهم بين، والمعروف عند أهل الأمر والسير أن عمارة لم يحضر بدرصا وأنه توفي بجزيرة من أرض الحبشة، وكان النجاشي سحره ونفخ في إحليله سحرًا لتهمة لحقته عنده، فهام على وجهه مع الوحش وفي كتاب مسلم: فيه وهم آخر، وقد ذكرناه في حرف العين في قوله: عقبة بن الوليد.

وفي باب: السمر مع الضيف في كتاب الصلاة (فهو أنا وأبي وأمي) (٢) كذا للمروزي وأبي الهيثم، وسقط "أبي" للبلخي، وسقط "أمي" للحموي والصواب إثباتهما، وبذلك يتم العدد أيضًا لمجيئه بثلاثة.

وفي باب: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ (قلت: صلى في الكعبة. قال: نعم ركعتين) (٣) كذا هو في حديث يحيى بن سعيد. قالوا: وذكر ركعتين غلط من يحيى بن سعيد القطان. وقد قال ابن عمر: (فنسيت أن أسأله كم صلى) (٤)


(١) البخاري (٥٢٠).
(٢) البخاري (٦٠٢).
(٣) البخاري (٣٩٧).
(٤) البخاري (٤٤٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>