للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم وذكر حديث أبي هريرة (قدمت على النبي بخيبر، فقلت: يا رسول الله أسهم لي، فقال بعض بني سعيد بن العاصي: لا تسهم له يا رسول الله. فقال أبو هريرة: هذا قاتل ابن قوقل. فقال له ابن سعيد بن العاصي، واعجبًا لوبر تدلى علينا من قدوم ضان) الحديث (١)، ونحوه في المغازي، وفي حديث ابن المديني، عن سفيان، وفي هذا الكلام قلب وتحريف قبيح من الراوة، وصوابه ما جاء في غزوة خيبر، في حديث الزبيدي، عن الزهري، وفي كتاب أبي داود وغيره أن رسول الله بعث أبان بن سعيد بن العاصي على سرية من المدينة، قبلَ نجد، فقدموا عليه بخيبر. قال أبو هريرة: فقلت: يا رسول الله لا تسهم له. فقال أبان: وأنت بهذا يا وبر تدلى، وذكر الحديث، وعليه يدل المعنى، لأن هذه صفة أبي هريرة وبلاده، لا صفة القرشي. وقدوم ضان موضع ببلاد دوس قوم أبي هريرة، وقد تقدم الخلاف في لفظه ومعناه، ومعنى وبر في تراجم حروفها قبل.

وقوله في باب: أقركم ما أقركم الله: (وكانت الأرض لما ظهر عليها لليهود والله ولرسوله) (٢) قال القابسي: لا أعرف ممن وقع الغلط فيه، يعني أنها صارت كلها لله ولرسوله وللمسلمين، كما جاء في سائر الأحاديث. قال أبو عبد الله بن أبي صفرة: بل الصواب لليهود، لأنه لما ظهر أولًا على ما ظهر منها سألوه الصلح، على أن يسلموا له الأرض التي بقيت بأيديهم، فكانت لهم. فلما تم الصلح كان ذلك كله بعد الله ورسوله والمسلمين.

وفي باب: الكفارة قبل الحنث: (كنا عند أبي موسى، وكان بيننا وبينه هذا الحي من جرم إخاء ومعروف، فقدم طعامه، وقدم في طعامه لحم دجاج) (٣) كذا للأصيلي ولكافتهم مثله إلا أن عندهم، (وكان بيننا وبين هذا الحي) وهو الصواب، وعند عبدوس والقابسي، (فقدم طعام، وقُدِّمَ في طعامه) على ما لم


(١) البخاري (٢٨٢٧).
(٢) البخاري (٣١٥٢).
(٣) البخاري (٦٧٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>