للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي مسلم في فضل جرير بن عبد الله: (كان بيت يقال له: ذو الخُلَصَة وكان يقال له الكعبة اليمانية، والكعبة الشامية، فقال رسول الله : هل أنت مريحي من ذي الخلصة، والكعبة اليمانية والشامية) (١)؟ كذا في النسخ، وفيه وهم آخر، أو حذف أولًا. وقد اتفق البخاري ومسلم في الحديث على قوله أولًا، (وكان يقال له: الكعبة اليمانية، والكعبة الشامية) وهنا حذف وتمامه: وللكعبة الكعبة الشامية أو للتي بمكة الكعبة الشامية، أو وللكعبة الشامية، فالكعبة اليمانية رفع بالابتداء غير معطوف وأما زيادة مسلم بعد قوله: ذي من ذكر الكعبة اليمانية والشامية فوهم بَيَّن، لا معني له هنا، ولم يزد البخاري على قوله من ذي الخلصة ولكن أيضًا في باب غزوة ذي الخلصة، عند البخاري يقال: ذو الخلصة، والكعبة اليمانية، والكعبة الشامية وصوابه على ما تقدم. وقد جاء في البخاري في هذا الباب بينًا في حديث ابن المثنى. قال: وكان يسمى الكعبة اليمانية، لم يزد.

وفي باب الجيش الذي يخسف به: (دخل الحرث بن أبي ربيعة، وعبد الله بن صفوان على أم سلمة أم المؤمنين فسألاها عن الجيش الذي يخسف به، وذلك أيام ابن الزبير) (٢) قال الوقشي قوله: "وذلك في أيام ابن الزبير" لا يصح، لأن أم سلمة لم تدركها ماتت أيام معاوية. قال القاضي : قد ذكر أبو عمر بن عبد البر أن أم سلمة أدركت أيام يزيد بن معاوية، وإذا كان هذا فما في الأم صحيح، فإن عبد الله بن الزبير نازع يزيد، لأول ما بلغته البيعة له، بعد موت معاوية، ووجه إليه يزيد أخاه عمرو بن الزبير ليقاتله بمكة، والخبر بهذا معروف، ذكره الطبري وغيره.

وقوله: في فضل فاطمة من رواية أبي كامل، (كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين) (٣) [قد تقدم آنفًا] (٤) [وأنه عارضه الآن مرتين، وإني لأرى الأجل اقترب. قال بعضهم: قوله: أو مرتين وهم، ولو كان صحيحًا لما استدل


(١) مسلم (٢٤٧٦).
(٢) مسلم (٢٨٨٢).
(٣) مسلم (٢٤٥٠).
(٤) في المخطوطتين (أ، م).

<<  <  ج: ص:  >  >>