للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصواب، وأما ابن عباد فأسقط كلام النبي وأتى بكلام أنس، ورفعه إلى النبي ، قال الدارقطني: وهو خطأ قبيح.

وفي الجهاد، (كان النبي إذا أمر أميرًا إلى قوله. فادعهم إلى ثلاث خصال أو خلال، فأيتهن ما أجابوك فأقبل منهم، وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الإسلام) (١) وذكر التحول إلى بلاد المسلمين، وذكر الجزية، وهذه الثلاث خلال هي التي ذكر أولًا دعوتهم إليها فثم في قوله: (ثم أدعهم) زايدة مقحمة والصواب: ادعهم بإسقاطها تفسيرًا لقوله: أولًا: ادعهم إلى ثلاث خلال، وكذا رواه أبو عبيد في كتاب الأموال وأبو داود وغيرهما بغير ثم.

وفي فتح مكة زيادة للفارسي. (قال أبو سفيان: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. إلى قوله قال رسول الله : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن) (٢) وهو غلط، والصواب ما لغيره من إسقاط تلك الزيادة.

وفي الطواف بين الصفا والمروة (أن الأنصار كانوا يهلون في الجاهلية لصنمين، على شط البحر، يقال لهما: إساف ونائلة) (٣) كذا وقع عند شيوخنا، وعند ابن الحذاء: "يهلون في الجاهلية لمناة، وكانت صنمين على شط البحر"، وهو كله وهم والصحيح ما جاء في الأحاديث الأخر، وما في الموطأ والبخاري (أنهم كانوا يهلون لمناة، وهي الطاغية التي كانت بالمشلل حذو قديد) (٤) من ناحية البحر، ولم يكن صنمين وأما إساف ونائلة فلم يكونا قط بناحية البحر، وإنما كانا بمكة عند زمزم، وحيث الحطيم اليوم وقيل: إنهما جعلا قبل ذلك على الصفا والمروة، وقد جاء في بعض الحديث أنهم امتنعوا من ذلك إذا كانا على الصفا والمروة، ولعل معناه لفعل الجاهلية ذلك قديمًا قبل أن يصرفها قصي إلى زمزم ولصق الكعبة وجاء الإسلام وهما عند الكعبة، وقد ذكرنا خبرهما وسبب وضعهما في هذه الأمكنة في حرف الهمزة، وأما في غير هذين الموضعين فلم ينصبا قط فيما بلغنا.


(١) مسلم (١٧٣١).
(٢) مسلم (١٧٨٠).
(٣) مسلم (١٢٧٧).
(٤) البخاري (٤٤٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>