للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (إنك في زمان كثير فقهاؤه قليل قراؤه، كثير من يعطي، قليل من يسأل، وسيأتي زمان) (١) في جميعها الوجهان: الرفع على الابتداء، والخفض على الوصف للزمان، وأما آخر الحديث (٢) فالرفع لا غير، على الوجهين الابتداء والوصف، لأن "الزمان" فيه مرفوع.

وقوله: (عليك ليل طويل فارقد) (٣) كذا هو بالرفع على الفاعل، بـ "بقي" المضمر أو ما في معناه (٤)، ووقع في كتاب مسلم لجميع الرواة: (ليلًا طويلًا) بالفتح إلا من طريق الهوزني، فرويناه: بالضم ووجه الكلام الرفع إلا أن النصب يخرج على الإغراء للنوم فيه، ولزوم ذلك.

وقوله: (يا بني سلمة، دياركم) (٥) بالنصب على الإغراء (تكتب آثاركم) بسكون الباء على جواب الإغراء، وآثارُكم: بالرفع على ما لم يسم فاعله.

وقوله: في (اليهودُ غدًا والنصارى بعد غدٍ) (٦) كذا الرواية، وهو الصواب: اليهود رفع بالابتداء، وتقديره على مجاز كلام العرب فيه اليهود غدًا،. لأن ظروف الزمان لا تكون إخبارًا عن الجثث، وانتصب غدًا على الظرف.

وقول عائشة: (ما أسرع الناس) (٧) النصب على التعجب، على تأويل من جعله ما أسرعهم إلى الإنكار والطعن وهو قول ابن وهب، ورفعه على من جعله من النسيان وهو قول مالك. قال: يعني نسوا السنة، فالناس فاعل بفعل مضمر تقديره ما أسرع ما نسي الناس، وكذا جاء بهذا اللفظ مفسرًا في رواية القعنبي في الموطأ، وفي كتاب مسلم في رواية العذري.


(١) الموطأ (٤١٩).
(٢) (آخر الحديث): هو: (وسيأتي زمان قليل فقهاؤه. .).
(٣) البخاري (١١٤٢).
(٤) أي بقي عليك ليل طويل.
(٥) مسلم (٦٦٥).
(٦) البخاري (٨٧٦).
(٧) مسلم (٩٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>