للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (كراهيةُ المريض الدواء) (١) كذا ضبطناه بالرفع أي: هذا منه كراهية وهو أوجه من النصب على المصدر.

وقوله: (بينتك أو يمينه) (٢) و (شاهداك أو يمينه) (٣) الوجه فيه الرفع في بينتك وشاهداك، وهي رواية الجمهور. قال سيبويه أي: ما شهد لك به شاهداك، ونصبه بعضهم على إضمار فعل ومثله عند الأصيلي، في باب القسامة: (شاهديك) بالنصب أي احضرهما.

وقوله: في حديث الأشعث: (شهودَك وقال: ما لي شهود) (٤) مثله، وقد ضبط بالفتح.

ومثله قوله: (البينة وإلا حد في ظهرك) (٥) ضبطناه: بالفتح أي: احضر بينتك وشهودك، ويصح فيه الرفع على ما تقدم أي: ما شهدت لك به البينة.

وقوله: (ما كانوا يضعون أقدامهم أول من الطواف) (٦): بالنصب.

وقوله: عن الله تعالى: (يسب ابن آدم الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار) (٧) روايتنا فيه عن جميعهم. برفع راء الدهر آخرًا حيث وقع، أي الفاعل لما يضيفون للدهر، وأنا الخالق المقدر الذي يسمونه الدهر، ولا يلتفت إلى قول من قال: إنه اسم من أسماء الله تعالى. وكان محمد بن داود الأصبهاني يقول: إنما هو الدهر: بالفتح على الظرف وقيل: على الاختصاص أي: أنا مدة الدهر أصرف الليل والنهار أي: أقلبهما وأجري القضاء أثناءهما، وهذا أحسن من التأويل، ووجه ظاهر في الإعراب استحسنه أكثرهم وصوبه وهو أولى ما كان يتأول عليه لو لم يأتِ الحديث إلا بهذا اللفظ، لكنه قد جاء بألفاظ أُخر، لا يتفق فيها هذا التأويل مثل قوله: (لا تسبوا الدهر فإن


(١) البخاري (٤٤٥٨).
(٢) البخاري (٤٥٥٠).
(٣) البخاري (٢٥١٦).
(٤) البخاري (٢٣٥٧).
(٥) البخاري (٢٦٧١).
(٦) مسلم (١٢٣٥).
(٧) البخاري (٤٨٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>