للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حب الرجل بعض نسائه مثله، من رواية القابسي، ومن رواية غيره: (وحب) بالواو، وكذلك عند مسلم من رواية ابن وهب، وهو بالواو بيّن لا إشكال فيه، والأول بمعناه، وإعرابه مثله على العطف بغير الواو، فقد حكى المازني: أكلت لحمًا تمرًا سمكًا. وقيل: بل حب بدل اشتمال من حسنها.

وقوله: (مر كلب رمت بعره فلا، أربعةَ أشهر وعشرًا) (١) أربعة نصب على الإغراء أو إضمار الفعل أي: أكمل أو أتمم أربعة أشهر وعشرًا، واصبر على التفسير حتى أي: حتى تكمل عدتك أربعة أشهر وعشرًا. وقوله: "فلا" بعدها موضع سكت ووقف، وتمام الكلام أولًا ونهي عن الرخصة في ذلك، ثم أكد ذلك مستأنفًا بقوله: أربعة أشهر وعشرًا.

وقوله: في فضل المنيحة عن أنس، (وكانت أمه أم أنس أم سليم كانت أم عبد الله بن أبي طلحة، كانت أعطت أم أيمن) (٢) الأم: في الألفاظ الثلاثة قيل: رفع الأول باسم كانت، والاثنان وصف لها، أو بدل، لأن أمه التي ذكر بين أنه يريد أم أنس، وأن كنيتها أم سليم، ثم أخبر أنها أيضًا أم ابن أبي طلحة، لأن أبا طلحة زوجها، وخبر كانت الأولى في قوله: "كانت أعطت" وهو الذي قصد بالخبر.

وقوله: (فشام السيف فها هو ذا جالس) (٣) كذا عند شيوخنا، ورواه بعضهم: جالسًا وكلاهما صحيح إن جعلت "ذا" خبر المبتدأ كان "جالسًا" نصبًا على الحال، وإن جعلت "ذا" من صلة "ها" كان "جالس" رفعًا خبرًا للمبتدأ.

وكذلك في هذ الحديث، (والسيف صلت في يده) كذا لأكثرهم على الخبر، وعند القابسي: صلتًا.

وقوله: في حديث سقوط صفية (المرأة) (٤) رواه بعضهم: بالضم وله وجه على الابتداء والخبر، فيما يفعل بها أي: اشتغلوا بها وأقيموها، أو هي أولى بالمبادرة، ونحو هذا والأظهر فيها النصب على الإغراء والتخصيص.


(١) البخاري (٥٧٠٦).
(٢) البخاري (٢٦٣٠).
(٣) البخاري (٢٩١٣).
(٤) البخاري (٣٠٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>