للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث بلال: في المسح على الخفين والخمار، قال مسلم: (وفي حديث عيسى بن يونس، حدثني الحكم، حدثني بلال) (١) فهذا إشكال كثير، والحكم إنما يروي عن رجلين، عن بلال، ومعنى هذا أنه أدخل المسند أولًا معنعنًا عن الحكم، وعن بلال، من غير رواية عيسى، ثم ذكر أن عيسى صرح فيه بالسماع فقال: أنا الحكم ولم يقل عن الحكم. وقال آخر الحديث: نا بلال ولم يقل عن بلال، وإلا فأين الحكم من بلال، وإنما روي في السند الأول عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن بلال.

وفي باب: الدعاء إثر الصلاة: (نا شعبة عن عاصم، عن عبد الله بن الحارث، وخالد عن عبد الله بن الحارث، كلاهما عن عائشة) (٢) خالد هنا: مخفوض معطوف، على عاصم، وهما روياه عن عبد الله بن الحارث. وقال: كلاهما فيه عن عائشة، كذا تقويم هذا اللفظ.

في الرؤيا، في حديث القعنبي: (وليتعوذ من شرها، فإنها لن تضره. فقال: إن كنت لأرى الرؤيا) (٣) الحديث، كما جاء في مسلم مبهمًا قائل ذلك: أبو سلمة، وكذا جاء مفصلًا في غير موضع من هذه الأصول، ووقع هنا للسمرقندي. "قال أبو بكر: إن كنت" وهو وهم، وليس في سند القعنبي هذا. من كنيته أبو بكر حتى يصرف إليه مع ما ذكرناه.

وقوله: (خلق آدم على صورته) (٤) أما في الحديث الذي لم يذكر فيه سبب في كتاب السلام والاستئذان في البخاري وفي كتاب مسلم، "فالهاء" عائدة علي آدم أي: على خلقته وصورته التي خلقه عليها، أو على هيئته التي وجد عليها، ولم ينشأ في الأرحام، ولا انتقل في الأطوار، ولا كان من أبوين، ولا كان نطفة ثم علقة ثم مضغة كغيره، كما قال تعالى ﴿خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [آل عمران: ٥٩] بدليل قوله في نفس الحديث: (طوله ستون ذراعًا)


(١) مسلم (٢٧٥).
(٢) مسلم (٥٩٢).
(٣) مسلم (٢٢٦١).
(٤) البخاري (٦٢٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>