للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحب إليه من أهل وماله معهم) (١) كذا لكافة شيوخنا في صحيح مسلم، ولبعضهم "معه" على الإفراد، وعند الطبري: "يوم ثم لا يراني" قيل، وتقدير هذا الكلام وتوجيهه على التقديم والتأخير: ليأتين على أحدكم يوم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله معهم، ثم لا يراني، وقد نبه على نحو هذا المعنى إبراهيم بن سفيان، رواية كتاب مسلم عنه، فقال: (هو عندي مقدم ومؤخر) وضرب على "لأن"، وعلى ما قررناه جاء مفسرًا في رواية سعيد بن منصور، (لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله، ثم لا يراني).

وفي حديث الخضر: (فسارا بقية ليلتهما ويومهما حتى أصبح) (٢) كذا جاء في الصحيحين في غير حديث، وفيه تقديم وتأخير بين وصوابه: بقية يومهما وليلتهما، حتى أصبح، وبدليل سياق الحديث قبل، وبدليل قوله: حتى أصبح.

وقوله: (قال: بين كل أذانين صلاة ثلاثًا لمن شاء) (٣) ثلاثًا هنا مقدم بعد قال، أي ثلاث مرار، هذا الكلام على عادته في التأكيد، وإدخاله متوسطًا يوهم ويشكل، وفي الرواية الأخرى ما يفسره قوله: مرتين. ثم قال في الثالثة: لمن شاء.

وقوله: باب المتشبع بما لم يعط، في كتاب مسلم في حديث (محمد بن نمير، عن وكيع، وعبدة عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة) (٤)، ثم ذكر مسلم بعده حديث: نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا أبو أسامة، ونا إسحاق بن إبراهيم، نا أبو معاوية كلاهما عن هشام بهذا الإسناد، وذكر بعده: نا محمد بن نمير نا عبدة عن هشام، عن فاطمة، عن أسماء، كذا ترتيبه لابن ماهان، قال عبد الغني بن سعيد: هو خطأ، وترتيبه أن حق حديث ابن أبي شيبة أن يكون آخرًا بعد حديث فاطمة عن أسماء، وكذا هو للجلودي على الصواب.

وفي باب تمني الخير. قوله: (لأحببت أن لا يأتي ثلاث، وعندي منه


(١) مسلم (٢٣٦٤).
(٢) البخاري (١٢٢).
(٣) البخاري (٦٢٤).
(٤) مسلم (٢١٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>