للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: في خبر الروم: (وأجبر الناس عند مصيبة) (١) كذا لكافتهم أي: أنهم سريعو العود للصلاح، ورواه بعض رواة مسلم: "أصبر" بالصاد، وثبتت الروايتان عند القاضي التميمي، والأول أصح لقوله في الحديث الآخر: وأسرعهم إفاقة عند مصيبة.

وقوله: في خبر أبرص وأعمى (قد تقطعت بي الجبال) (٢) كذا رواه بالجيم وبباء بواحدة المهلب عن القابسي، ومعناه: الجبال التي قطعها في طلب الرزق، وفي رواية بعضهم عنه: تقطعت في الجبال: بضم التاء، ومعناه بين. ورواه جمهور رواة مسلم، وعامة رواة البخاري: المستملي وابن السكن وأبو ذر وحاتم عن القابسي: (الحبال) بالحاء المهملة فيهما والباء بواحدة إلا أن عند ابن السكن "في" مكان "بي" ومعناه: الأسباب الموصلة إلى الرزق، كما قال تعالى: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ﴾ [البقرة: ١٦٦] والطرق المسلوكة في طلبه التي مشيت فيها، والحبل: الطريق في الرمل، وهو أيضًا رمل مستطيل. ورواه بعض رواة مسلم بالياء باثنتين تحتها ومعناه: الاحتيال والتسبب للرزق، وكذا في أصل شيخنا التميمي: الجبال في اللفظة الأولى، ثم كتب عليه الحبال، وكذا لجميعهم في كتاب النذور إلا لأبي الهيثم من شيوخ أبي ذر، فقيده الجبال بالجيم.

قوله: (احبس أبا سفيان عند خطم الجبل) (٣) كذا هي رواية بعضهم خطم: بالخاء المعجمة، والجبل: بفتح الجيم والباء بواحدة بعدها، وكذا رواه القابسي والنسفي، وكذا رواه أهل السير، وخطم الجبل: طرفه، وأنفه السائل: وهو الكراع. ورواه سائر الرواة الأصيلي وابن السكن وأبو الهيثم: "حطم" بحاء مهملة، و"الخيل". بخاء معجمة وياء باثنتين تحتها أي حيث تجتمع ويحطم بعضها بعضًا لاجتماعها والأول أشهر وأشبه بالمراد، وحبسه هناك حيث يضيق الطريق، ويمر عليه جنود الله على هيئتها، وشيئًا بعد شيء فيعظم في عينه. وأما


(١) مسلم (٢٨٩٨).
(٢) البخاري (٣٤٦٤).
(٣) البخاري (٤٢٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>