للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بينهما وكذا للقابسي، ورواه غيرهما "بِيَبِي" بكسر الباءين بينهما ياء مفتوحة مكان الهمزة المسهلة، وضبطه الأصيلي كذا مرة، وفي كتاب أبي ذر "بِأَبى" في كتاب العيدين ومثله عنده في كتاب الحيض. وعنه أيضًا بِيَبَى بكسر الأولى وفتح ما بعدها، وكذا ضبطه الأصيلي وعبدوس في كتاب الحج، وفي كتاب عبدوس موضع بابَى لكنه مهمل الضبط، وضبطه بعض الرواة عن الأصيلي: بَابَا بفتح الباءين وسكون الألف بينهما، وجاء عند القابسي في باب خروج الحيَّض إلى المصلى: أمرنا نبينا. وكل هذه الروايات صحيحة في اللغة مثل بِأَبي.

قال ابن الأَنباري: ومعناها بِأَبِي هو، فحذف لكثرة الاستعمال قال: وهي ثلاث لغات بِأَبِى على الأصل وبِيْبِي على تسهيل الهمزة وبِيَبَى كأنه جعله اسمًا واحدًا وجعل آخره مثل: غَضْبَى وَسَكْرَى وأَنشدوا:

ألا بِيْبا من لست أعرف مثلها

وقول الآخر:

إن قلت يا بِيْبَاهما

قال القاضي : وعلى هذا تخرج رواية من رواه: بَابَا بفتحهما، لما جعله اسمًا واحدًا نقلَ فتحةَ الياء على الباء قبلها لاستثقال الخروج من كسرتها إلى الياء، وسكّن الياء لتوالي الحركات فنطق بالكلمة مثل سَكْرَى. ومعنى قولهم: بِأَبِي كذا أي: بِأَبِى أفديه.

وقوله: في حديث بنت أبي سلمة: (إنها ابنةُ أخي من الرَّضَاعَةِ أَرْضَعَتْنِي وأباهَا ثُوَيْبَةُ) (١)، كذا روايتنا عن جميعهم بالباء بواحدة على الصواب، ورواه بعض أصحاب أبي ذر من الأندلسيين: وإيَّاها. باثنتين تحتها، وهو تصحيف قبيح، وقبل ما تقدمه لهذا التصحيف كبير من متقدمي العلماء نعى عليه. وقوله أول الحديث: (إنها ابنةُ أخي)، يدل على صحة قول الكافة، وقد جاء أشد بيانًا في البخاري في حديث التنيسي وبشر بن عمر: (أَرْضَعَتْنِي وأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ).


(١) البخاري (٥٣٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>