للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحتها بمعنى نعم الموصولة بالقسم. قيل: وكله تغيير، وعند عبدوس: فقال: إني والله، وكتب عند غيري، فقال: لا والله، وقيل: صوابه ما عند النسفي: فقال أبوك: لا والله، ويدل عليه بقية الحديث وقول ابن عمر بعده، فقال أبي، لكني أنا والذي نفس عمر بيده الحديث. جوابًا لأبي موسى.

وفي الكفالة: قوله في المرتدين: (إسْتَتِبْهُمْ وَكَفِّلْهُمْ عَشَائرُهم فَأَبَوْا فَكَفَلَهم) (١) كذا عند الأصيلي والقابسي وعبدوس من رواة أصحاب الفربري، وهو وهمٌ مفسدٌ للمعنى، لأنه لا معنى لأبوا ها هنا (٢)، وصوابه ما عند النسفي وابن السكن والهمداني والهروي: فَتَابُوا فَكَفَلَهم. كما جاء في أمره بذلك أول الحديث.

وفي قتل أُبَيّ بن خلف: (ثم أبوا حتى يتبعونا) كذا للأصيلي والسجزي بباء بواحدة، ولغيره: أتوا بتاء باثنتين فوقها وكلاهما له وجه (٣).

وقوله: (إِنَّا إِذا صِيْحَ بنا أَبَيْنا) (٤) كذا رواه الأصيلي والسجزي بباء بواحدة، ورواه غيرهما: أتينا بتاء باثنتين فوقها وكلاهما صحيح المعنى. أي: إذا صيح بنا لفزع أو حادث، أو أجلب علينا عدونا أبينا الفرار والانهزام وثبتنا كما تقدم. قال العجاج:

ثبت إذا ما صيح بالقوم وقر

وعلى الرواية الأخرى: أتينا الداعي وأجبناه أو أقدمنا على عدونا ولم يرعنا صياحه، كما قال في الحديث الآخر: إذا سمع هَيْعَةً طار إليها. وهذا أوجه لأن في بقية الرجز: وإن أرادوا فتنةً أَبَيْنا. وتكرار الكلمة عن قرب في الرجز والشعر عيب معلوم عندهم، وفي هذا الرجز أيضًا: إنَّ الأُولى قد أبوا علينا. كذا لأكثر الرواة بباء بواحدة. في حديث مسلم عن ابن مثنى وعند


(١) البخاري (٢٢٩٠) وفيه: استتبهم وكفّلهم، فتابوا وكفلهم عشائرهم.
(٢) قال في الفتح (١/ ٤٧٠) والذي يظهر لي أنه (فآبوا) بمعنى خرجوا، فلا يفسد المعنى.
(٣) البخاري (٢٣٠١).
(٤) البخاري (٤١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>