للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منونان أي: بعدًا. قال الله تعالى ﴿فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِير﴾ [الملك: ١١] أي: بعدًا. وفي حديث المحرق: فاسحقوني (١) أي: دقوني إذا أحرقتموني، بدليل بقية الحديث ليذري رماده في الريح، كما قال: فإذا كان يوم ريح عاصف فأذروني فيها.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: يمين الله أنت سحًا، كذا عند جميع شيوخنا في الصحيح منونًا على المصدر أي: تسح سحًا، إلا عند القاضي الشهيد أبي علي في مسلم، وابن عيسى فعندهما سحاء (٢) ممدود على النعت أي: دائمة العطاء، والسح: الصب، ولا يقال إلا في المؤنث لم يأتِ له مذكر مثل: هطلا لم يأت فيه أهطل، وبعده لا يغيضها شيء الليل والنهار، منصوبين على الظرف أي: لا ينقصها، وقد فسرناه، وفي الحديث الآخر عند مسلم: لا يقبضها سحًّا الليل والنهار، والخلاف فيه كما تقدم، لكن عند الطبري هنا: سح الليل والنهار برفعه على الفاعل بيغيض، وكسر الليل والنهار للإضافة، والسح: الصب، سحت السماء تسح بالضم، وكذلك الشاة باللبن لكنها تسحّ: بالكسر.

[السين مع الخاء]

[(س خ ب)]

قوله: في الصائم: ولا يسخب (٣) وحتى استخبتا (٤)، وفي صفته : ولا سخاب في الأسواق (٥)، والسخب: الصياح واختلاط الأصوات. يقال بالصاد والسين والصاد أشهر، وقد تقدم منه في غير حديث، ولغة ربيعة فيه السين وجاء هنا بالسين وفي مواضع في بعضها بالصاد.

وقوله: تلقي سخابها (٦): وألبسته سخابها (٧) بكسر السين قال البخاري: هي القلادة من طيب أو سك. قال ابن الأنباري: هو خيط ينظم فيه خرز، ويلبسه الصبيان والجواري وقال غيره: هو من المعاذات، قال ابن دريد: هي قلادة من قرنفل أو غيره، والجميع سخب. وقال غيره: هي قلادة تتخذ من قرنفل وسك ومحلب ليس فيه من الجوهر شيء.

[(س خ ر)]

قوله: تسخر مني وأنت الملك (٨)، السخرية: بكسر السين من الاستهزاء والاستياء وبعضها من السخرة والتسخير وقرئ ﴿لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا﴾ [الزخرف: ٣٢] بالوجهين على المعنيين،


= حديث ٢٦، ٢٩، والزهد حديث ١٧، ومالك في الطهارة حديث ٢٨.
(١) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء باب ٥٤، ومسلم في التوبة حديث ٢٥، ٢٧.
(٢) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في تفسير سورة ١١، باب ٢، والتوحيد باب ١٩، ٢٢، ومسلم في الزكاة حديث ٣٦، ٣٧.
(٣) أخرجه مسلم في الصيام حديث ١٦٣.
(٤) أخرجه مسلم في الرضاع حديث ٤٦.
(٥) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٤٨، باب ٣، والبيوع باب ٥٠.
(٦) أخرجه البخاري في العيدين باب ٨، والزكاة باب ٣٣، ومسلم في العيدين حديث ١٣.
(٧) انظر البخاري في البيوع باب ٤٩، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٥٧.
(٨) أخرجه البخاري في الرقاق باب ٥١، ومسلم في الأيمان حديث ٣٠٨، ٣٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>