كتاب مشارق الأنوار على صحاح الآثار - ط العلمية

العين مع الضاد - (ع ض ل) - ج: 2 - ص: 167

إلى الكتف. يقال فيه: عضد وعضد وعضد: بضمهما. وعضد، وقولها: ملأ من شحم عضدي (١). قال أبو عبيد: لم ترد العضد وحده وإنما أرادت الجسد كله، لأن العضد إذا سمنت سمن سائر الجسد، والعضد أيضًا القوة. ومنه قولهم: فت في عضدي أي: كسر من قوتي وأوهنني. وقيل: عضد الرجل قومه وعشيرته، ومن ثم قيل هذا.

[(ع ض ل)]

قوله: فيعضلها (٢) العضل: بفتح العين وسكون الضاد، هو منع الرجل وليته من التزويج. قال الله تعالى ﴿فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ﴾ [البقرة: ٢٣٢] وأصله التضييق والمنع، يقال منه: عضل يعضل، ويعضل وعضل مشددًا.

وقوله: ذو عضلات (٣) جمع عضلة، وهي لحمات الساقين والساعدين.

وقوله: وبها الداء العضال (٤): بضم العين وتخفيف الضاد. قال مالك هو هلاك الدين. قال القاضي ﵀: يقال: داء عضال شديد، وقد جاءتك معضلة، هي صعاب المسائل الضيقة المخرج.

[(ع ض ض)]

قوله: ولو أن تعض بأصل شجرة (٥)، ويعضون بالحجارة (٦). قيل: معناه اللزوم واللصوق. يقال: عض الرجل بصاحبه إذا لزمه ولصق به، ومنه: عَضُّوا عَلَيْها بِالنَّواجِذَ (٧) أي: ألزموها كما يعض الرجل على الشيء، وقد يكون عندي على بابه في قوله: يعضون الحجارة لشدة الألم، أو لشدة العطش إذا كانوا لا يسقون، وهذا مشاهد لمن اشتد به الألم والوجع، يعض بأسنانه على ما وجده، والعض على الحجارة للعطشان لبردها يقال: من هذا كله عضض: بكسر الضاد إلا تميمًا فإنها تفتحها، وأعض: بالفتح في مستقبلها لجميعهم.

(ع ض هـ)

قوله: عدد هذه العضاه (٨)، وتفرق الناس في العضاه، يستظلون (٩)، وأن يعضد عضاهها (١٠)، هو كل شجر ذي شوك، واحده عضة حذفت منها الهاء كشفة ثم ردت في الجمع فقالوا: عضاه وشفاه. ويقال أيضًا: عضاهة، قيل: وهو أقبحها، وعضهة أيضًا. وقيل: هو من شجر الشوك ماله أرومة تبقى على الشتاء.

---

(١) أخرجه البخاري في النكاح باب ٨٢، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٩٢.
(٢) انظر البخاري في تفسير سورة ٤، باب ٢٣، ومسلم في التفسير حديث ٩، ١٠.
(٣) أخرجه مسلم في الحدود حديث ١٨.
(٤) أخرجه مالك في الاستئذان حديث ٣٠.
(٥) أخرجه البخاري في الفتن باب ١١، والمناقب باب ٢٥، ومسلم في الإمارة حديث ٥١.
(٦) أخرجه البخاري في الزكاة باب ٦٨.
(٧) أخرجه أبو داود في السنة باب ٥، والترمذي في العلم باب ١٦، وابن ماجه في المقدمة باب ٦.
(٨) أخرجه البخاري في الجهاد باب ٢٤، والخمس باب ١٩.
(٩) أخرجه البخاري في الجهاد باب ٨٧، والمغازي باب ٣١، ٣٢.
(١٠) أخرجه البخاري في اللقطة باب ٧، ومسلم في الحج حديث ٤٥٨، ٤٥٩.