للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: والطعام مرجأ (١) أي: مؤخر يهمز ولا يهمز، وقد قرئ بالوجهين ﴿تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ﴾ [الأحزاب، الآية: ٥١] وَتُرْجِيءُ وَمُرْجِئُونَ لأَمرِ اللَّهِ ومُرْجَوْنَ.

وقوله: سألت أبا وائل عن المرجئة (٢): هم أضداد لمذهب الخوارج والمعتزلة. الخوارج: تكفر بالذنوب والمعتزلة: تفسق وكلهم يوجبون بها الخلود في النار، والمرجية تقول: لا تضر الذنوب مع الإيمان لكن بينهم خلاف، فَغُلاتهم تقول: يكفي في ذلك التصديق بالقلب وحده ولا يضر عدم غيره، ومنهم من يقول: يكفي في ذلك التصديق بالقلب، والإقرار باللسان.

[(ر ج ب)]

قوله: وعذيقها المرجب (٣). قيل: هو تصغير عذق: بالفتح وهي: النخلة، وقيل: تصغير عذق: بالكسر، وهو العرجون، وتصغيره له ليس على طريق التحقير بل للتعظيم. وقيل: للمدح كما قيل: فريخ قريش. وقيل: للتقريب، كما تقول: بني وأخي.

وقوله: هذا استعارة شبه نفسه بالنخلة الكريمة التي يبنى حولها بناء من حجارة، وذلك البناء هو الترجيب، واسمه الرجبة: بضم الراء وسكون الجيم، والرجمة بالميم أيضًا، مخافة أن تقع أو تسقط لكثرة حملها، وقد يصنع ذلك بها بخشوب ذات شعب تعمد بها مخافة ذلك، وقد يفعل ذلك بالعرجون إذا كان كبيرًا وخشي عليه انكساره لثقله، فتدخل تحته دعامة تمسكه. وقيل: ترجيبها أن تجعل الأعذاق على السعف وتشد بالخوص ليلًا تنفضها الريح. وقيل: يوضع الشوك حولها لئلَّا يدنو منه أكل، فشبه نفسه بذلك لما عنده من قوم يمنعونه ويحمونه، وعشيرة تشده و ترفده. وتقدم تفسير الرواجب عند ذكر البراجم في الباء.

وقوله: ورجب مضر سمي رجبًا لتعظيم العرب، له والترجيب: التعظيم.

وقوله: رجب مضر: لأنها كانت لا تغير تحريمه، وكانت ربيعة تغيره.

[(ر ج ج)]

وقوله: حتى يرتج (٤) الرج، والارتجاج: كثرة الحركة والاضطراب.

[(ر ج ح)]

قوله: وزن لي فأرجح لي (٥) أي: زاد وأثقل في الميزان حتى مال. وأصل الترجح والرجحان: الثقل والميل.

قوله: وأنا على أرجوحة (٦): بضم الهمزة وبعد الواو حاء مهملة: خشبة يضع وسطها الصبيان على تل تراب أو رمل ثم يجلس غلامان على طرفيها ويترجحان فيها، فيميل أحدهما بالآخر. وقد جاء في حديث آخر في


(١) أخرجه البخاري في البيوع باب ٥٤، ومسلم في البيوع حديث ٣١.
(٢) أخرجه البخاري في الإيمان باب ٣٦.
(٣) أخرجه البخاري في الحدود باب ٣١.
(٤) أخرجه البخاري في العيدين باب ١٢.
(٥) انظر البخاري في البيوع باب ٣٤، والهبة باب ٢٣، ومسلم في المساقاة حديث ١١٥، والرضاع حديث ٥٧.
(٦) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب ٤٤، ومسلم في النكاح حديث ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>