للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هي الفتية من الإبل تشبه بها الجارية الكاملة الخلق.

والبَكَرة: بفتح الكاف وسكونها، بكرة الدلو وجاء ذكرها أيضاً في الحديث، وكذلك: ينجع بَكَرات له (١): جمع بَكرة من الإبل، ويأتي تفسير ينجع.

[(ب ك م)]

قوله: إذا رأيت العراة الحفاة الصم البكم ملوك الأرض (٢). المراد بالبكم الصم هنا رَعَاع الناس وجهلتهم، قال الله تعالى ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ﴾ [البقرة، الآيتان: ١٨ و ١٧١] أي لما لم ينتفعوا بجوارحهم هذه فيما خلقها الله له كأنهم عدموها، وقال الطحاوي: صم بكم عن الخير، وقيل: صم بكم لشغلهم بلذاتهم. وما تقدم أولى لأن الحديث لا يدل أنها صفتهم بعد ملكهم، بل صفتهم اللازمة لهم.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: لقد خشيت أن تبعكني بها (٣). بفتح التاء والكاف كذا لهم أي تستقبلني بما أكره وتبكتني، والبكع التبكيت في الوجه، وفي رواية ابن ماهان: تنكتني: بنون قبل الكاف وتاء بعدها، وهو وهم ولعله مصحف من: تبكتني، بباء بواحدة مفتوحة قبل الكاف، أي تستقبلني بما أكره وتوبخني بمعنى تبعكني، ورواه بعض رواة مسلم: تعبكني: بتقديم العين وكله خطأ إلا ما قدمناه.

وذكر البخاري: في باب التبكير للعيد. كذا عند الأصيلي والقابسي، ولبعضهم: التكبير.

بتقديم الكاف والظاهر أن الرواية الأولى هي الصواب، إذ حديث الباب يدل عليه. قوله: أَنْزِعُ بَدَلْوِ بَكْرَةٍ (٤): على الإضافة وبفتح الباء والكاف وبسكون الكاف أيضاً، وضبطه الأصيلي بسكون الكاف ويقالان جميعاً، وبعضهم نون دلواً فيكون بكرة بدلاً منه، وبالإضافة أتقنه شيوخنا وهو الصواب والوجه.

وفي تفسير ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ﴾ [المائدة: ١٠٣] قوله: والوصيلة الناقة البكر تبكر أول نتاج الإبل (٥). كذا لهم، ولأبي أحمد: تذكر. أي تأتي بذكر، وهو تصحيف، وصوابه ما تقدم على ما فسره بقوله: ليس بينهما ذكر.

[الباء مع اللام]

[(ب ل ا)]

أصْلُ بلى: بَلْ. زيدت فيه الألف للوقف وانقطاع الصوت إذ تم الكلام، بخلاف بل إذ قد يأتي الكلام مستأنفاً بعدها، ثم استعملت كذلك مع الوصل لكثرة الاستعمال، وقيل: زيدت الألف لتدل على الإيجاب، وقيل: الألف فيها ألف تأنيث دخلت لتأنيث الكلمة، ولها موضعان رد النفي الواقع قبلها، خبراً كان أو نهياً، وتقع جواباً للاستفهام الداخل على النفي فتنفي النفي وترده، ولا تدخل على الموجب.


(١) أخرجه مالك في الحج حديث ٤٠.
(٢) أخرجه مسلم في الإيمان حديث ٧.
(٣) أخرجه أحمد في المسند ٤/ ٤٠٩، بلفظ: "ولقد رهبت أن تبعكني بها".
(٤) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة باب ٦.
(٥) أخرجه البخاري في تفسير سورة ٥، باب ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>