للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: فحمى الوحي وتتابع (١)، والآن حمى الوطيس (٢): بكسر الميم فيهما أيضًا، كلها عبارة عن الاشتداد والمبالغة في الأمر، كما تحمى التنور، فحمي الوحي: قوي واشتد. كما قال وتتابع وحمي الوطيس: اشتد حره، ضربه مثلًا لاشتداد الحرب واشتعالها، وسيأتي تفسير الوطيس.

وقوله: وقدر القوم حامية تفور (٣) أي: حارة تغلي، يريد عزة جانبهم وشدة شوكتهم.

[فصل الاختلاف والوهم]

في حديث جابر: ومعه حمال لحم (٤): بكسر الحاء وميم مخففة، كذا قيده ابن وضاح، ورواه أصحاب يحيى: احمال: بفتح الحاء وتشديد الميم والأول أصوب، والحمال هنا: اللحم المحمول. وفي الحديث الآخر: هذا الحمال لا حمال خيبر (٥): بكسر الحاء أيضًا أي: هذا الحمل والمحمول من اللِّبن الذي كان المسجد يبنى بها. أبرّ عند الله، وأبقى ذخرًا، وأدوم منفعة في الآخرة لا حمال خيبر من الثمر والزبيب والطعام المحمول منها، الذي يغتبط به الناس ويعجبون به ويحسدونهم عليه، لأنه فإن منقطع صائر إلى أخبث مصير بعد الأكل، والحمال والحمل بمعنى واحد. وفي رواية المستملي: هذا الجمال لا جمال خيبر بالجيم فيهما، وله وجه والأول أظهر.

قوله: في باب كثرة الخطا إلى المساجد: فحملت به حملّا (٦)، يعني من ثقل ما سمع وإنكاره، كذا ضبطناه عن شيوخنا بالكسر، وهو هنا الصواب المعروف، وقد رواه بعضهم بالفتح.

قوله: في صفة الجنة: ولما بين المصراعين كما بين مكة وحِمْيَر (٧)، كذا عند البخاري في التفسير في سورة سبحان، وصوابه وهجر (٨)، وكذا ذكره ابن أبي شيبة في مسنده ومسلم والنسائي.

قوله: في بعض طرق مسلم: في حديث وهيب: كما تنبت الحبة في حماة السيل، أو حميلة السيل (٩)، كذا عند السمرقندي: بسكون الميم وللعذري والسجزي في حميئة السيل وهما بمعنى وعند الطبري: حمية بتشديد الياء ولا معنى له هنا. وفي البخاري: في صفة الجنة والنار، عن وهيب: في حميل السيل أو قال: حميئة السيل مهموز، وتقدم التفسير.

وقوله: يجاء بالرجل يوم القيامة. إلى قوله. فيدور كما يدور الحمار برحاه (١٠)، كذا لهم


(١) أخرجه البخاري في بدء الوحي باب ٣، وتفسير سورة ٧٤، باب ٥، ومسلم في الإيمان حديث ٢٥٦.
(٢) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٧٦.
(٣) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٦٨.
(٤) أخرجه مالك في صفة النبي حديث ٣٦.
(٥) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب ٤٥.
(٦) أخرجه مسلم في المساجد حديث ٢٧٨.
(٧) أخرجه البخاري في تفسير سورة ١٧، باب ٥.
(٨) أخرجه بلفظ: (وهجر) مسلم في الإيمان حديث ٣٢٧، والزهد حديث ١٤.
(٩) انظر مسلم في الإيمان حديث ٣٠٥.
(١٠) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ١٠، والفتن باب ١٧، ومسلم في الزهد حديث ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>