للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَصْحَابِ الْجَحِيمِ﴾ [البقرة: ١١٩] على قراءة من فتح.

[(س أ م)]

قوله: في سلام اليهود إنما يقولون: السام عليكم (١) فيه تأويلات، أحدها: السئامة وهي الملل، وهو مصدر سئم يسأم يقال: سئامة وسئامًا قاله الخطابي، وبه فسره قتادة فهذا مهموز، وفيه تأويل آخر وهو أنه الموت، وعليه يدل قوله فقالوا وعليكم، ومثله جاء مفسرًا في الحديث الآخر إلا السام، والسام الموت.

وقوله: مخافة السئامة علينا (٢) ممدود أي: الملل ومنه حتى أكون أنا الذي أسأم (٣) أي: أمل ومثله: إن الله لا يسأم حتى تسأموا (٤) بمعنى قوله: لا يمل حتى تملوا (٥)، وقد تقدم في الميم.

[فصل الاختلاف والوهم]

في باب التعوّذ من الفتن عن أنس سأل رسول الله حتى أحفوه (٦) كذا للمروزي، ولغيره: سئل وهو الصواب، وكتبه بألف فوهم فيه وفتح الهمزة، وكذا جاء في حديث أبي موسى: سئل رسول الله على ما لم يسم فاعله، أو يكون أسقط اسم السائل أي: سأل ناس أو سائلون كما قال في حديث يوسف بن حماد، عن أسرار الناس: سألوا رسول الله حتى أحفوه، وفي حديث الإفك، في كتاب الأنبياء في البخاري، في قصة يوسف عن مسروق: سألت أمي أم رومان، وفي المغازي، وفي تفسير يوسف: حدثتني أم رومان وذكر الحديث، هذا عندهم وهم، ولهذا لم يخرج هذا اللفظ مسلم، قالوا لأن مسروقًا لم يدرك أم رومان، والحديث مرسل قالوا: ولعله مغير من سئلت على ما لم يسم فاعله، وكذا رواه أبو سعيد الأشج، وقد ذكرناه في حرف الحاء. وما قيل فيه فانظره هنالك في حديث بدر.

قوله: لقتلاها: أيسوءكم أنكم أطعتم الله ورسوله، كذا للحموي، وللباقين: أيسركم (٧) وهو الوجه لكن قد يخرج لرواية الحموي وجه حسن أي: أن ذلك لم يسؤكم عما كنتم تعتقدون وإنما ساءكم طاعة غيره، توبيخًا لهم وتقريعًا وحسرة، كما قال آخر الحديث. وفي باب كلام الرب مع الأنبياء: ذهبنا إلى أنس وذهبنا معنا بثابت البناني يسأله عن حديث الشفاعة، كذا للأصيلي وأبي ذر، ولغيرهما: فسأله وهو وهم لأن بعده فإذا هو في قصره وبعده فقلنا له: أنت سله، وفي حديث فتح مكة: وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا، كذا لكافتهم، وعند السمرقندي: سلبنا وليس بشيء ولا هو موضعه.


(١) أخرجه البخاري في الاستئذان باب ٢٢، والمرتدين باب ٤، ومسلم في الأدب حديث ٩، ومالك في السلام حديث ٣.
(٢) أخرجه البخاري في العلم باب ١١، ١٢، ومسلم في المنافقين حديث ٨٢، ٨٣.
(٣) أخرجه البخاري في النكاح باب ١١٤.
(٤) أخرجه مسلم في المسافرين حديث ٢٢٠.
(٥) أخرجه البخاري في الإيمان باب ٣٢، والتهجد باب ١٨، والصوم باب ٥٢، واللباس باب ٤٣، ومسلم في المسافرين حديث ٢١٥، ٢٢١، والصيام حديث ١٧٧، ومالك في صلاة الليل حديث ٤.
(٦) أخرجه البخاري في الفتن باب ١٥، ومسلم في الفضائل حديث ١٣٧.
(٧) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في المغازي باب ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>