للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متشابهي الألوان، والأول أبْيَن. وجاء في كتاب مسلم: يعني العُرَيْب. تصغير العرب، ومَنْ كَسَرَ الميم جعله وصفًا للإِبل وهي شرها. وقد جاء في الحديث في صفتهم زيادة: الصم البكم. وهذا يدل أنها كلها أوصاف للرعاة لا للإبل. وقال الطحاوي: المراد بالبكم الصم أي: عن قبول القول المحمود وسماعه أي: لا يعرفونه لجهلهم.

وفي حديث: ما الدنيا في الآخرة، وأشار إسماعيل بالإبهام كذا عند جميعهم، وعند السمرقندي: البهام. وهذا خطأ، إنما البهام جمع بَهْمة، وهو ما فسرناه قبل، وليس هذا موضعه.

وجاء في الحديث الآخر: وأشار بالسبابة. وهو أظهر إذ الغالب أن بها الإشارة، وهي التي يصح بها ضرب المثل.

وفي باب النوم قبل العشاء: حتى مست إبهامُهُ طرف الأُذُن (١). كذا لكافتهم، وعند بعض الرواة عن أبي ذر: إبهاميه. وهو غلط إنما كانت يدًا واحدة على ما ذكر في الحديث.

في كتاب الاستئذان: وعندي منه دينار لا أرصده لدَيْن إلا أن أقول به في عباد الله هكذا (٢). كذا لهم، وعند الأصيلي: إلا أن أقول بيده. وهو وهم والصواب الأول كما جاء في غير هذا الموضع.

وفي الصلاة عند مناهضة الحصون: إن كان بها الفتح. (٣) كذا للقابسي وهو وهم، وصوابه: إن كان تهيأ: أي أمكن، وكذا أتقنه الأصيلي.

وفي باب من رغب عن المدينة: [فيجدا بها] وحوشًا (٤). كذا لبعضهم بباء بواحدة، والصواب رواية الأصيلي: فيجدانها، بالنون، وكذا رواه أصحاب مسلم لكن قال: وحشًا، أي خالية، وبلد وحش: خلاء.

وفي الرقائق في التوبة: لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلًا وبه مهلكة ومعه راحلته. كذا في جميع النسخ هنا، وهو تغيير وتصحيف، وصوابه: ما في كتاب مسلم بسند البخاري بعينه من رجل في أرض دوية مهلكة ومعه راحلته (٥): أي قفر يهلك سالكه، وبمثل هذا جاءت الآثار وتكررت لفظًا ومعنى.

[الباء مع الواو]

[(ب و أ)]

قوله: فَلْيَتَبَوَّأ مقعَدَهُ مِنَ النار (٦): مهموز الأخير أي ينزل منزله منها ويتخذه، قيل: هو على طريق الدعاء عليه، أي بوأه الله ذلك وخرج مخرج الأمر، وقيل: بل هو على الخبر وأنه استحق ذلك واستوجبه.

وقوله: فقد باء بها أحدهما (٧). وتبوَّء بإثمي وإثمك (٨). قيل: ترجع به لازمًا لك، وقيل:


(١) أخرجه البخاري في المواقيت باب ٢٤، ومسلم في المساجد حديث ٢٢٥.
(٢) أخرجه البخاري في التمني باب ٢.
(٣) أخرجه البخاري في الخوف باب ٤.
(٤) أخرجه البخاري في فضائل المدينة باب ٥، ومسلم في الحج حديث ٤٩٩.
(٥) أخرجه البخاري في الدعوات باب ٣، ومسلم في التوبة حديث ٣.
(٦) أخرجه البخاري في العلم باب ٣٨، والجنائز باب ٣٣ والمناقب باب ٥، وأحاديث الأنبياء باب ٥٠ والأدب باب ١٠٩، ومسلم في الإيمان حديث ١١٢، والزهد حديث ٧٢.
(٧) أخرجه البخاري في الأدب باب ٧٣، ومسلم في الإيمان حديث ١١١ ومالك في الكلام حديث ١.
(٨) أخرجه أحمد في المسند ٤/ ٢٢٦، ٥/ ٣٨٩، ٣٩٣، بلفظ: "بؤ بإثمي وإثمك".

<<  <  ج: ص:  >  >>