للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الصواب، قالوا: والأول وهم، والخنين: بالخاء المعجمة، تردد في البكاء بصوت فيه غُنة. وقال أبو زيد: الخنين مثل الحنين وهو: الشديد من البكاء، وقد جاء في بعض الروايات: فأكثر الناس من البكاء، وقال ابن دريد: الخنين، تردد بكاء من الأنف، والحنين: بالحاء المهملة، تردده من الصدر.

[فصل منه]

قوله: في حديث معمر عن الزهري: أنَّ الله يُؤَيِّدُ هذا الدِّينَ بالرَّجُلِ الفَاجِرِ، شهدنا مع رسول الله حُنينًا (١)، كذا لجميع رواة مسلم، وكذا رواه بعض رواة البخاري من طريق يونس عن الزهري، وكذا للمروزي وصوابه خيبر، وكذا رواه ابن السكن، وأبو نعيم، وإحدى روايتي الأصيلي عن المروزي في حديث يونس هذا، وكذا ذكره البخاري من حديث شعيب والزبيدي عن الزهري، وكذا قال الذهلي، عن عبد الرزاق، عن معمر. قال الذهلي: وحنين وهم، وحديث يونس عندنا غير محفوظ، لكن رواية من رواه عن البخاري، في حديث يونس هي الصواب في الرواية لا في الحديث، كما عند مسلم، لأنه روى الرواية على وهمها وإن كانت خطأ في الأصل، ألا ترى قصد البخاري إلى التنبيه عليها بقوله: وقال شعيب، عن يونس. إلى قوله. حنين؟ فالوهم فيه إنما هو من يونس، ومن فوق البخاري ومسلم لا من الرواة عنهما.

وقوله: في الموطأ في حديث زيد بن خالد في الغلول: توفي رجل يوم حنين (٢)، كذا رواه يحيى بن يحيى الأندلسي وهو غلط، وغيره يقول: خيبر وكذا أصلحه ابن وضاح. وفي حديث مدعم خرجنا مع رسول الله عام حنين وفيه: أن الشملة التي أصابها يوم حنين، كذا روي عن يحيى أيضًا عند أكثر الرواة، وعند ابن عبد البر: في الأول خيبر (٣)، وكذا أصلجه ابن وضاح، وكذا رواه أصحاب الصحيحين خيبر فيهما جميعًا، وكذا رواه رواة الموطأ غير يحيى وهو الصواب، بدليل قوله في رواية أبي إسحاق الفزاري، عن بعد هذا: فلم نغنم ذهبًا ولا فضة إنما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط، ولم يكن في حنين حوائط جملة. وفي حديث عبد ربه بن سعيد: أن رسول الله حين صدر من حنين يريد الجعرانة، كذا الرواية، والصواب: وأصلحه ابن وضاح خيبر ووهم، وفي حديث وطء السبايا: أن رسول الله بعث يوم حُنين جيشًا إلى أوطاس، كذا لكافة شيوخنا، وعند بعض رواة مسلم في حديث القواريري وابن أبي شيبة: يوم خيبر وهو خطأ. وفي النوم عن الصلاة: أن رسول الله حين قَفَلَ من خيبر، كذا في الموطأ والصحيحين لجميع الرواة، ورواه بعضهم في غير الموطأ من غير هذا الطريق من حنين، وصوّبه بعضهم. قال أبو عمر: وخيبر أصح لأن ابن شهاب وابن المسيب أعلم الناس بالمغازي فلا يقاس بهما غيرهما، وفي حديث أم سليم:


(١) أخرجه البخاري في الجهاد باب ١٨٢، والقدر باب ٥، والمغازي باب ٣٨، ومسلم في الإيمان حديث ١٧٨.
(٢) أخرجه مالك في الجهاد حديث ٢٢، ٢٣.
(٣) أخرجه بلفظ: "يوم خيبر" البخاري في الأيمان باب ٣٣، والمغازي باب ٣٨، ومالك في الجهاد حديث ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>