للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: تبرق أسارير وجهه (١)، هي خطوط الجبهة وتكسرها واحدها سرًّا وسرر، والجمع أسرار: والأسارير جمع الجمع. قال الأخفش: أسرار الوجه محاسنه وخطوطه.

وقوله: حدثني عنبسة بحديث يتسارّ إليَّ فيه (٢) بتشديد الراء وفتح أوله يتفاعل من السرور أي: يسر به.

وقوله: وإذ يقال له السرر: بضم السين لأكثرهم وضبطه الجياني: بالضم والكسر معًا.

وقوله: سر تحتها سبعون نبيًّا (٣) قيل: هو من السرور أي: بشروا بالنبوءة وقيل: ولدوا تحتها وقطعت سررهم والسر: بكسر السين وضمها ما تقطعه القابلة من المولود عند الولادة من المشيمة فيبين واحدها سر: بالكسر وما بقي من أصلها في الجوف فهو السرة، وتسمية الوادي بما تقدم يعضد هذا التأويل. وقال الكسائي: قطع سره وسرره: بالضم فيهما ولا يقال: قطعت سرته، وذكره ثعلب في نوادره سر: بالكسر لا غير.

وقوله: فما كان يكلمه إلا كأخي السرار (٤) هي النجوى والكلام المستتر به، ومنه قراءة السر في الصلاة، والتسري في النكاح لأنه من التسرر، وأصله من السر، وهو الجماع. ويقال له: الاستسرار أيضًا، ومنه السرية من التسري، والسراري جمع: سرية بتشديد الراء والياء وضم السين. وفي حديث مانع الزكاة في الإبل: تأتي كأسر ما كانت أي: أسمنه كما جاء في الرواية الأخرى. قال الفراء: السر من كل شيء الخالص وقال ثعلب: السر: بالضم السرور.

[(س ر ع)]

قوله: فخرج سرعان الناس (٥) وولى سرعان الناس (٦): بفتح السين والراء أي: إخفاءهم والمسرعون المستعجلون منهم، كذا لمتقني شيوخنا، وهو قول الكسائي وهو الوجه، وضبطه بعضهم: بسكون الراء وله وجه، وحكاه الخطابي عن غير الكسائي والأول أجود، وضبطه الأصيلي وعبدوس، وبعضهم سرعان: بضم السين وسكون الراء والأول أوجه، لكن يكون جمع سريع أيضًا مثل: قفيز وقفزان، وحكى الخطابي: إن عوام الرواة تقوله: سرعان: بالكسر قال وهو خطأ. قال الخطابي: فأما قولهم سرعان ما فعلت ففيه ثلاث لغات: كسر السين وضمها وفتحها، والراء فيها ساكنة والنون منصوب أبدًا.

قوله: في باب تأخير السحور: فكانت سرعتي أن أدرك الصلاة مع رسول الله (٧) يريد إسراعي أي: غاية ما يفيده إسراعه إدراك الصلاة، يريد لقرب سحوره من طلوع الفجر، قدر ما يصل من منزله إلى المسجد، وفي الرواية الأخرى: ثم تكون سرعة في قبلة ورفع


(١) أخرجه البخاري في المناقب باب ٢٣، والفرائض باب ٣١، ومسلم في الرضاع حديث ٣٨.
(٢) أخرجه مسلم في المسافرين حديث ١٠١.
(٣) أخرجه مالك في الحج حديث ٢٤٩.
(٤) رواه ابن الأثير الجزري في النهاية في غريب الحديث ٢/ ٣٦٠.
(٥) انظر البخاري في الذبائح باب ٣٦، والأضاحي باب ١٤.
(٦) أخرجه البخاري في الجهاد باب ٦١.
(٧) أخرجه البخاري في الصوم باب ١٨، بلفظ: "ثم تكون سرعتي أن أدرك السجود (وروي السحور) مع رسول الله .

<<  <  ج: ص:  >  >>