للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سواها أضيع، كذا في جميع نسخ الموطأ ومعناه: إن بتضييعه للصلاة ضيع غيرها، كما جاء في الحديث: أول ما ينظر فيه من عمل العبد: الصلاة. إلى قوله. فإن لم تقبل لم ينظر في شيء من عمله الباقي، لأنه إذا ضيعها دل أنه لما يخفى من عمله أضيع. وجاء هنا في الرباعي افعل في المفاضلة والنحاة يأبونه في الرباعي واللغة المشهورة عندهم أن يقال: أشد ضياعًا، لكن حكى السيرافي عن سيبويه أنه أجازه، وهذا الحديث لا نقل أصح منه، ولا حجة في اللغة أثبت من قول عمر. وقد جاء في شعر ذي الرمة.

بأضيع من عينيك للماء كلما (١)

وقوله: وإضاعة المال (٢). قال مالك: هو إنفاقه فيما حرم الله. وقيل: إنفاقه في الباطل والسرف. وقيل: ترك القيام على ماله وإهماله. وقيل: المال هنا ما ملكت اليمين من الحيوان كله لا يضيعون فيهلكون. وقيل: هو دفع المال لربه إذا كان سفيهًا ونحوه ممن يضيعه.

وقوله: من ترك ضياعًا فعليّ (٣): بفتح الضاد هم العيال، سموا باسم الفعل ضاع الشيء ضياعًا أي: من ترك عياله عالة وأطفالًا يضيعون بعده وأما بكسر الضاد فجمع ضائع، والرواية عندنا: بالفتح وهو الوجه، وفي الرواية الأخرى: من ترك ضيعة (٤) أي: عيالًا ذوي ضيعة أي: قد تركوا وضيعوا مصدر أيضًا يقال: ضاع عيال الرجل ضيعة وضياعًا، وأضعتهم تركتهم وأضعت الشيء تركته، وليس كل ترك ضياعًا.

وقوله: بدار هوان ولا مضيعة (٥) أي: حالة ضياع لك وترك يقال: هم بضيعة ومضيعة.

قوله: وعافسنا الأزواج والأولاد والضيعات (٦) أي: حاولنا ذلك ومارسناه واشتغلنا به، والضيعة كل ما يكون منه معاش الرجل من مال وصنعة وقول ربيعة: لا ينبغي لمن عنده علم أن يضيع نفسه معناه: يهينها أي: لا يأتي بعلمه أهل الدنيا ويتواضع لهم، ويحتمل أن يريد إهمالها وترك توقيرها، وتعظيم ما عنده من علم حتى لا ينتفع به فيه.

[(ض ي ف)]

قوله: ضاف رسول الله ضيف (٧) أي: نزل به وطلب ضيافته، وتضيف أبو بكر رهطًا (٨) أي: اتخذهم أضيافًا، يقال: ضفت الرجل: إذا طلبت ضيافته، ونزلت به،


(١) يروى البيت بتمامه:
بأضيع من عينيك للدمع كلَّما … توهّمت ربعًا أو تذكرت منزلا
والبيت من الطويل، وهو في ملحق ديوان ذي الرمة ص ١٨٩٨.
(٢) أخرجه البخاري في الاستعراض باب ١٩، والأدب باب ٢، والزكاة باب ٥٣، ومسلم في الأقضية حديث ١٠، ١٢، ١٣، ومالك في الكلام حديث ٢.
(٣) أخرجه البخاري في الفرائض باب ١٥، والنفقات باب ١٥، ومسلم في الجمعة حديث ٤٣.
(٤) أخرجه مسلم في الفرائض حديث ١٦.
(٥) أخرجه البخاري في المغازي باب ٧٩، ومسلم في التوبة حديث ٥٣.
(٦) أخرجه مسلم في التوبة حديث ١٢.
(٧) أخرجه مسلم في الأشربة حديث ١٨٦، ومالك في صفة النبي حديث ١٠.
(٨) أخرجه البخاري في الأدب باب ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>