للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشجرتين وقطعه الغصنين منهما، ولكن إن صحت هذه الرواية فيرجع ضمير حشرته وكسرته على الحجر نفسه أي: أزلت عنه ما تشظى منه عند كسره، حتى دلق وتحدد، وكذا فسره الخطابي في كتاب الصلاة في حديث الهرة: ولا هِيَ تَرَكَتْها تَأْكُلُ من خَشِيش الْأَرْضِ أو خَشاش (١)، كذا عند الأصيلي والقابسي: بالخاء المعجمة فيهما، وعند ابن السماك، عن أبي زيد المروزي فيهما: بالحاء المهملة، وكله وهم إلا قوله: خشاش بفتح الخاء وكسرها، أو يكون الحرف الآخر خشيش: بضم الخاء المعجمة تصغير الأول، وخشاش الأرض: هوامها، وقيل: نباتها وكذلك خشاش الطير صغارها، هذا بالفتح وحده، وسيأتي الحرف في الخاء.

[الحاء مع الواو]

[(ح و ب)]

قوله: تحوبوا بمعنى: خافوا الحوب وهو الإثم، ذكرناه قبل في الحاء والراء. قال الله تعالى ﴿حُوبًا كَبِيرًا﴾ [النساء: ٢] هذه لغة أهل الحجاز وتميم يقولون: حوبًا بالفتح.

[(ح و ج)]

قوله: فإن كانت به حاجة وبه حاجة إلى أهله، المراد هنا: الجماع.

وقوله: أتى أهله فقضى حاجته بمعناه.

وقوله: قام من الليل فقضى حاجته ثم غسل وجهه ويديه ثم نام يعني: الحدث، ومثله: عدل إلى الشعب فقصى حاجته، ورأيته جالسًا على حاجته مستقبل القبلة، وخرج لحاجته فاتبعته بإداوة ماء كله من الحدث.

[(ح و ر)]

قوله: في تفسير ﴿هَيْتَ لَكَ﴾ [يوسف: ٢٣] بالحورانية هلم: بفتح الحاء، كذا في جميع النسخ، وكان عند القابسي فيه تغيير قبيح.

قوله: لكل نبي حواري، وحواريّ الزبير (٢) اختلف ضبط الشيوخ في لفظ هذه الكلمة، وتفسير المفسرين في معناها فرواه أكثر الشيوخ وحواري: بكسر الياء. قال الجياني: ورده على أبو مروان بن سراج حواري مثل: ﴿بِمُصْرِخِيَّ﴾ [إبراهيم: ٢٢] بالفتح. قال: وهو منسوب إلى حوار، مخفف فأما حواري مشدد فتقول في إضافته حواري: بكسر الياء. قال القاضي ، وقد قيدنا هذا الحرف أيضًا عن بعض شيوخنا، وحواري بالضم في قوله: الزبير حواري من أمتي مع الضبطين المتقدمين ووجهه إن لم يكن وهمًا على غير الإضافة إن الزبير من حواري هذه الأمة، وأما معناه فقيل: الحواريون الناصرون. وقيل: الخلصانون وحواري الرجل: خلصاؤه. وقيل: المجاهدون وقيل: أصحاب الأنبياء وقيل: الذين يصلحون للخلافة حكاه الحربي عن قتادة. وقيل: الأخلَّاء، قاله السلمي. وقيل أيضًا في أصحاب عيسى : هم القصارون لأنهم يبيضون الثياب والحور البياض، وكانوا أولًا قصارين. وقيل أيضًا: الحواريون الملوك،


(١) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ١٦، وأحاديث الأنبياء باب ٥٤، والمساقاة باب ٩، ومسلم في الكسوف حديث ٩، ١٠، والبر حديث ١٣٣، ١٣٤، ١٣٥، والتوبة حديث ٢٥.
(٢) أخرجه البخاري في الجهاد باب ٤٠، ٤١، ١٣٥، وفضائل الصحابة باب ١٣، والمغازي باب ٢٩، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>