للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعد الثنية وهي أربع محيطات بالثنايا: اثنان من فوق، واثنان من أسفل.

[(ر ب و)]

ذكر الربا في البيع وهو من الزيادة فيه التي لا تبيحها الشريعة، من زيادة في المال الذي لا يجوز فيه التفاضل، أو زيادة تقع فيه بالتأخير، أو زيادة تقع في السلف وشبهه وهو مقصور.

وقوله: إلا ربا مكانها (١) أي: ارتفع وزاد من الطعام، وانتفخ أكثر مما أخذ وأكل منه.

وقوله: فربا الرجل ربوة شديدة (٢): بالفتح، واصفر وجهه أي: ذعر مما سمعه.

وقوله: ما لك حشيًا رابية (٣)، قد تفسر في حرف الحاء وهما بمعنى: هي التي أصابها الربو وهو البهر، فانتفخت ريتها وحشاها وعلا نفسها، يعتري ذلك من شدة المشي والجري وتناول المشقة والثقل. قال الخليل: ربا الرجل: أصابه نفس في جوفه، ومنه سميت الربوة لما ارتفع من الأرض: بالضم لارتفاعها، ويقال أيضًا في هذا: ربوة، وربوة: بالكسر والضم والرباوة: بكسر الراء وفتحها والرابية، وقد جاءت بعض هذه الألفاظ في الحديث.

[(ر ب ي)]

وقوله: في الصدقة إلا رباها له كما يربي أحدكم فلوّه (٤) الربية، والتربيب: القيام على الشيء والإصلاح والمعاهدة له، يقال: ربه ورباه ورببه ببائين، وربته بالتاء كله بمعنى: حضنه وقام عليه، ومعنى الحديث هنا تضعيف الله أجره في ذلك وتكثيره.

[فصل الاختلاف والوهم]

في حديث: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾

[الشعراء: ٢١٤] فانطلق يربأ أهله (٥)، كذا في كتاب شيخنا أبي محمد الخشني، وأبي عبد الله التميمي: بباء بواحدة مفتوحة بعدها همزة، ومعناه: يتطلع لهم ويتحسس. والربيئة: العين، والطليعة للقوم، وكان عند بقية شيوخنا وأكثر النسخ يرتوا بتاء باثنتين فوقها مضمومة بغير همز، وقد يكون معناه أي: يتقدمهم ليتطلع لهم، وقد يكون معناه: يشدّ ويقوي بصائرهم. وقيل: هو من قولهم: رتا برأسه يرتو رتوًا مثل: الإيماء، والأول أظهر في معنى الحديث هنا.

قوله: في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه فأخذ مواثيقهم على ذلك وربي، ففعلوا به ذلك (٦)، كذا رواه البخاري، ورواه مسلم ففعلوا ذلك به وربي مؤخرًا. قال بعضهم: ما في البخاري الصواب، وربي هنا قسم على صحة ما ذكره، وكلتا الروايتين تصح على القسم، ووجدته في أصل شيخنا التميمي من طريق ابن الحذّاء، وذرى أي: فعل به ما أمرهم به من أن يذروه في الريح بعد حرقه وسحقه،


(١) أخرجه البخاري في المواقيت باب ٤١، والمناقب باب ٢٥.
(٢) أخرجه البخاري في البيوع باب ١٠٤.
(٣) أخرجه مسلم في الجنائز حديث ١٠٣.
(٤) أخرجه البخاري في الزكاة باب ٨، والتوحيد باب ٢٣، ومسلم في الزكاة حديث ٦٣، ٦٤، ومالك في الصدقة حديث ١.
(٥) أخرجه مسلم في الإيمان حديث ٣٥٣.
(٦) أخرجه البخاري في الرقاق باب ٢٥، والتوحيد باب ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>