للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنده في الباب قبله: نائمًا. وكذا لكافتهم ورواه بعضهم أيضًا هنا: نائمًا. قال القابسي: كذا عندي ومعناه مضطجعًا، وكذا وقع هذا الحرف عند النسفي مفسرًا: قال أبو عبد الله: نائمًا يعني مضطجعًا مكان، وترجمة البخاري بعده: صلاة القاعد بالإيماء. تصحح الرواية الأولى.

[الهمزة مع الياء]

[(أ ي أ)]

قوله: أيْآت، بمد الهمزة الثانية وفتحها وسكون الياء، كذا جاء في بعض روايات مسلم في حديث المرأة، وأكثر ما في الصحيحين في هذا الحرف وغيره: هيهات هَيهاتَ. بفتح الهاء والتاء كما جاء في القرآن وفي بعض روايات مسلم أيضًا: أَيهَات، بالهاء مفتوحة أولها، وبالياء عند بعضهم، والهاء عند آخرين، وفيه لغات يقال: هيهاتَ وأيهات وإيهات بكسر الهمزة وفتحها، ويقال في الوقف: هيهاه، بالهاء على مذهب سيبويه والكسائي، وبنيت عندهم في غير الوقف على الفتح، كأنه اسم ضم إلى اسم كحضرموت، ومنهم من يرى كسر التاء فيقف عندهم بالتاء وينوّن إن شاء لأنها عنده جمع هيهة، مثل: بيضة وبيضات، ومن لم ينون فللفرق بين المعرفة والنكرة. وقال أبو عبيد: هيهات تنصب وترفع وتخفض، قال سيبويه: الكسرة في هيهئات كالفتحة، قيل: معناه إن الحركة في الوجهين للبناء وإن كانت على صورة المعرب من حيث كانت مجموعة بالألف والتاء، قال بعضهم: وهي من مضاعف البناء من باب ها هيت، وقد جاء في شعر ذي الرمة على غير هذا الترتيب: يهياه. ومعناه البعد لما قيل أو طلب.

[(أ ي د)]

اللهم أيده بروح القدس (١): أي قوّه والأيد والأد القوة، ومنه إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر. أي يشده ويقوّيه.

[(أ ي م)]

وقوله: تَأَيَّمت حفصة (٢). و: انما تَأَيَّمت. والأَيِّم أحق بنفسها (٣). بفتح الهمزة وكسر الياء المشددة في الاسم، وفتحها مشددة في الفعل، الأَيِّم التي مات عنها زوجها أو طلقها، وهو المراد في حديث حفصة، والحديث الآخر أي الثيب التي فارقت زوجها، وقد آمت المرأة تئيم مثل سارت تسير، قال الحربي: وبعضهم يقول: تأيم. مثل تسمع ولم يعرفه أبو مروان بن سراج وقال الأشبه: تاءم. مثل تالم، وقد يقال ذلك في الرجال أيضًا إذا لم يكن لهم نساء، وأكثر ما يستعمل في النساء ولذلك لم يقل فيهن بالهاء كقولهم طالق، وقد حكى أبو عبيدة فيهن: أيِّمة أيضًا، وقد استعمل الأَيِّم في كل من لا زوج له، وإن كان بكرًا.

قوله: أَيَّمَ هذا. كذا ضبطه الأصيلي، وعند ابن أبي صفرة بفتح الميم ويسكون الياء لفظ أبي ذر وهو مفتوح الهمزة وهما لغتان أَيُّمَ بالتشديد وأَيْمَ بالتخفيف مفتوح الميم قاله الخطابي كلمة استفهام، قال الحربي: هي: أي، وما صلة، قال الله تعالى ﴿أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ


(١) أخرجه البخاري في الصلاة باب ٦٨، وبدء الخلق باب ٦، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ١٥١، ١٥٢، ١٥٧.
(٢) أخرجه البخاري في النكاح باب ٣٣، ٣٦، ٤٦، والمغازي باب ١٢.
(٣) أخرجه مالك في النكاح حديث ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>