للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: أما علمت أن الصورة محرمة (١)، يحتمل محرم ضربها، ويحتمل أن معناها: ذات حرمة. وفي الحديث الآخر: طيبت رسول الله لحرمه ولحله، كذا رويناه بالوجهين هنا ضم الحاء وكسرها في كتاب مسلم عن شيوخنا، والضم أكثر لهم في الرواية، وكذا ضبطناه على شيخنا أبي الحسن في كتاب الهروي بالضم، وكذا أتقنه الخطابي، وخطأ أصحاب الحديث في كسرها، وفسروه بإحرامه، وقيدناه عليه في كتاب ثابت بالكسر. وقال أصحاب الحديث: يقولونه بالضم، وصوابه بالكسر كما يقال لحله. وفي قراءة عبد الله بن عباس ﴿وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا﴾ [الأنبياء: ٩٥]. بالكسر، والحرام وحرام بمعنى، وفي إثم الغادر فهو حرام بحرمة الله، كذا لهم أي: بتحريمه. وقيل: الحرمة الحق أي: بالحق المانع من تحليله، وعند الأصيلي: يحرمه الله والأول أوجه.

[(ح ر ف)]

قوله: إن حرفتي (٢) أي: كسبي.

وقوله: يحترف للمسلمين (٣) أي: يكتسب لهم ما ينفعهم أو يكون بمعنى يجازيهم، يقال: أحرف الرجل إذا جازى على خير أو شر.

وقوله: وقال بيده فحرفها كأنه يريد القتل (٤) أي: وصف بها قطع السيف وحده.

وقوله: أُنْزِلَ هذا القرآن على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ (٥) جمع حرف، واختلف في معناه فقال: سبع لغات مفرقة في القرآن. وقيل: سبعة أحكام. وقيل: سبع قراءات. وقيل غير هذا، وقد فسرناه في شرح مسلم وبسطناه.

وقوله: في النساء وكن لا يُؤْتَيْنَ إِلا عَلَى حَرْفٍ (٦) أي: على جانب غير مستلقية ولا مجيبة.

[(ح ر ق)]

قوله: الحرق شهيد (٧) هو المحترق بفتح الحاء وكسر الراء، وعند بعض رواة الموطأ: الحريق بياء مثل: جريح. وفي الحديث في الضالة: حرق النار (٨)، هذا بفتحهما معًا. قال ثعلب: هو لهبها يفضي بآخذها إلى العذاب بذلك.

وقوله: فإذا رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (٩) أي: أثخن فيهم كأنه عمل فيهم ما تعمله النار بإحراقها، ويحتمل أن يكون معناه:


(١) أخرجه مسلم في الأيمان حديث ٣٣.
(٢) أخرجه البخاري في البيوع باب ١٥.
(٣) انظر الحاشية السابقة.
(٤) أخرجه البخاري في العلم باب ٢٤.
(٥) أخرجه البخاري في الخصومات باب ٤، وبدء الخلق باب ٦، وفضائل القرآن باب ٥، والاستتابة باب ٩، والتوحيد باب ٥٣، ومسلم في المسافرين حديث ٢٦٤، ٢٧٠، ٢٧٢، ٢٧٤، ومالك في القرآن حديث ٥.
(٦) أخرجه أبو داود في النكاح باب ٤٥.
(٧) أخرجه مالك في الجنائز حديث ٣٦.
(٨) أخرجه الترمذي في الأشربة باب ١١، وابن ماجه في اللقطة باب ١.
(٩) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>