للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في حديث أنس، في صحيح البخاري، في باب كلام الله لقد حدثني وهم جميع كذا للجرجاني وهو وهم وصوابه وهو جميع كما جاء في غير هذا الموضع وسائر الروايات وقد فسرناه في الجيم.

وقوله: في حديث كعب: حضرني همي، وعند الحموي: همتي، والأول الصواب في كم بين الأذان والإقامة. قام ناس يبتدرون السواري حتى يخرج وهم كذلك، كذا للكافة، وعند أبي الهيثم: هي والأول الوجه، وقد يخرج لرواية أبي الهيثم وجه أي: والسراري بتلك الحالة بصلاتهم إليها.

وقوله: في حديث سلمة: وبيننا وبين بني لحيان جبل، وهم المشركون، كذا عند بعضهم، وضبطناه عن آخرين، وهم المشركون أي: غم أمرهم رسول الله والمسلمين، لئلا يبيتوهم لقربهم منهم.

[الهاء مع النون]

[(هـ ن ا)]

قوله: يهنأ بعيرًا له (١) وإن كنت تهنأ جرباها. يقال: هنأت البعير أهنأه وأهنئه إذا طليته بالقطران، والهناء القطران.

وقوله: جاءه الشيطان فهناه ومناه (٢) أي: أعطاه الأماني، وسهل هناه لمتابعة مناه، وأصله الهمز يقال: هنأنى إذا أعطاني مهموز. ومثله قولهم: هنأني الطعام ومرأني مخففين مهموزين هنأ ولا يقال: مرأني أي: طاب لي واستمريته، فإذا قلته بغير هناني قلت: أمراني رباعي، ومنه قوله تعالى ﴿هَنِيئًا مَرِيئًا﴾ [النساء: ٤] أي: طيبًا سائغًا، وحكى ثعلب عن ابن الأعرابي: هناني وأهناني وأمراني وأمراني كله بفتح النون والراء، وقد هنئ: بالكسر وهنؤ بالضم: هناءة وهناء.

وقوله: فهناني وجاءني الناس يهنئونني (٣)، ولتهنك توبة الله (٤) يهمز ويسهل.

[(هـ ن)]

قوله: لهن مثل الخشبة: خفيفة النون اسم للفرج، والهن والهنة، وذكر هنة من جيرانه (٥). قال الخليل: هي كلمة يكنى بها عن اسم الشيء، والأنثى هنة: بفتح النون، وحكى الهروي عن بعضهم: إن هن وهنة مشددة النون، وأنكره الأزهري. وقال الخليل: من العرب من يسكنه فجعله مثل من، ومنهم من ينوّنه في الوصل والتنوين أحسن ومعنى: هنة من جيرانه أي: حاجة وفاقة.

وقوله: يا هنتاه وأي هنتاه (٦): بفتح الهاء وسكون النون مما تقدم بمعنى يا هذه أو يا شيء، كناية عن كل ما يكنى عنه. قال الخليل: إذا أدخلوا التاء في هن فتحوا النون فقالوا: هنة فإذا أدخلت التاء وأدرجتها في الكلام سكنت


(١) أخرجه مسلم في الأدب حديث ٢٢.
(٢) أخرجه مسلم في المساجد حديث ٨٤.
(٣) أخرجه مسلم في التوبة حديث ٥٣.
(٤) انظر الحاشية السابقة.
(٥) أخرجه البخاري في الأضاحي باب ١٢، ومسلم في الأضاحي حديث ١٠.
(٦) انظر البخاري في الحج باب ٣٣، ٩٨، والشهادات باب ١٥، والمغازي باب ٣٤، ومسلم في التوبة حديث ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>