للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمسافة الأرض أو الميل الذي تكحل به العين، يريد المِرْوَد، وأما الأول فهو مقدار من الأرض، وذلك عشر غلاء من جري الخيل، وهي ألف باع من أبواع الدواب، وهي ألفًا ذراع وقيل: ثلاثة آلاف ذراع وخمسمائة ذراع.

وقوله: دُلُوك الشمس: ميلها (١)، يريد عن الاستواء للزوال وانحطاطها لجهة المشرق، وهو بسكون الياء المصدر، وبالفتح الاسم وبالسكون رويناه، وقد قالوه في كل ما ليس بجسم وبفتحها في الأجسام. قال الله تعالى ﴿فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ﴾ [النساء: ١٢٩] وفي الحديث الآخر: والعشي ميل الشمس (٢)، كذا للأصيلي ولغيره مصفر الشمس أي: وقت اصفرارها.

[(م ي ع)]

قوله: إماع كما يماع الملح، أي: سأل وجرى وأصله إنماع (٣)، وكذا رواه بعضهم، فأدغمت النون كما قال في الرواية الأخرى: ذاب.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة (٤)، كذا الرواية باثنتين تحتها بغير خلاف. قال القاضي الكناني: صوابه الماثلة بالثاء المعجمة بثلاث، أي: القائمة المنتصبة. قال القاضي : والصواب عندي ما جاءت به الرواية، ويعضدها صحيح اللغة، وتفسير من فسر مميلات في الحديث: أنهن يمتشطن المشطة الميلاء، وهي مشطة البغايا، كما قال امرؤ القيس:

غدائره مستشزرات إلى العلا

وإذا جمعتها هناك وكثرتها قد تميل كما تميل أسنمة البخت إلى بعض الجهات، عند كبرها وسمنها، وقد قالوا: ناقة ميلاء إذا كان سنامها يميل إلى أحد شقيها، فهذا هو معنى الأسنمة المائلة، على ما جاءت به الرواية إن شاء الله.

[فصل فيما جاءت فيه الميم زائدة فيشكل على بعض المبتدئين طلب بابه]

فيها ذكر المومسات والمواميس، انظره في حرف الواو، وكذلك الميسم والموسم والميضأة والموكأ ومئنة من فقه الرجل، ذكرناه في الهمزة، وقد اختلف في ميمه فقيل: هي أصلية. وقيل: زائدة، والمركن ذكرناه في حرف الراء، وكذلك قوله: ليس وراء الله مرمى، وفرس معروري ذكرناه في حرف العين، وامرأة مجح في حرف الجيم، وكأنه مذهبة في حرف الذال ومشعان ومشربه، ذكرناه في حرف الشين والمنطق، ذكرناه في حرف النون والسماء مغيمة مذكور في حرف الغين، ومؤخرة الرجل ذكرت في الهمزة ومقدم رأسه يأتي في القاف، وأرض مضبة في حرف الضاد، وحمل مصك يأتي في حرف الصاد. ومحفتها في حرف الحاء، والمجاعة في حرف الجيم، ومسافة الأرض: مقدارها الميم زائدة، وطريق ميتاء ممدود ذكرناه في الهمزة، وكذلك المأمومة من الجراح، ومذمة الرضاع في حرف الذال، والمجان المطرقة مضى في الجيم،


(١) أخرجه مالك في الوقوت حديث ١٩.
(٢) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ٨.
(٣) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في المدينة باب ٧.
(٤) أخرجه مسلم في صفة الجنة حديث ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>