للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتفسيره: أن يكون لرجل على آخر دين من بيع أو غيره، فإذا جاء لاقتضائه لم يجده عنده فيقول له: بع مني به شيئًا إلى أجل أدفعه إليك، وما جانس هذا، ويزيده في المبيع لذلك التأخير فيدخله السلف بالنفع.

قوله: لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ (١) هو مهموز مقصور، وهو المرعى والعشب رطبًا كان أو يابسًا عند أكثرهم. وقال ثعلب الكلأ اليابس ومفهوم الحديث يرد عليه، وتفسيره: أن من نزل بماشيته على بير من آبار المواشي بالبادية، فلا يمنع فضلها لمن أتى بعده ليبعد عنه، ولا يرعى خصب الموضع معه، لا أنه إذا منعه الشرب منها بسبقه إليها لم يقدر الآخر على الرعي بقربه، دون شرب ماء فيخلي له المرعى ويذهب يطلب الماء، وليس للآخر رغبة في منع الماء إلا لهذا فنهي عن ذلك. وفي الحديث الآخر: ومنها ما ينبت الكل (٢) أ بمعناه.

وقوله: أكلأ لنا الصبح (٣) وكلأ بلال، هو بمعنى الحفظ أي: أرصد لنا طلوعه وأحفظ ذلك علينا، ومنه كلأه الله: أي: حفظه.

[(ك ل ب)]

قوله: كلوب (٤) وكلاليب (٥): بفتح الكاف واحد وجمع هي الخطاطيف. ويقال: كلاب أيضًا للواحد وهي خشبة في رأسها عقافة حديد، وقد تكون حديدًا كلها، والكلب العَقور (٦): كل ما يعقر من الكلاب والسباع ويعدو، يسمى كلبًا.

[(ك ل ح)]

قوله: في التفسير: عبس كلح الكلح: بفتح اللام تقلص الشفتين. وفي التنزيل ﴿وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ﴾ [المؤمنون: ١٠٤] وعبس بمعنى: قطب.

[(ك ل ل)]

قوله: يحمل الكَلّ (٧): بفتح الكاف. قال الله تعالى ﴿وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ﴾ [النحل: ٧٦] ينطلق على الواحد والجميع والذكر والأنثى، وقد جمعه بعضهم كلولًا ومعناه: الثقل، ومن لا يقدر على شيء كاليتيم والعيال والمسافر المعي. وهذا أصله من الكَلال وهو الإعياء، ثم استعمل في كل ضائع وأمر مثقل. ومنه قوله : مَنْ تَرَكَ كَلًّا فَعَلَيَّ (٨) أي: عيالًا أو دينًا.

وقوله: وتكلله النسب ولا يرثني إلا كلالةً (٩). قال الحربي: في الكلالة وجهان:


(١) أخرجه البخاري في الشرب باب ٢، والحيل باب ٥، ومسلم في المساقاة حديث ٣٧، ٣٨.
(٢) أخرجه البخاري في العلم باب ٢٠.
(٣) أخرجه مسلم في المساجد حديث ٣٠٩، ومالك في الصلاة حديث ٢٥.
(٤) انظر البخاري في التعبير باب ٤٨.
(٥) انظر مسلم في الإيمان حديث ٣١٦.
(٦) انظر البخاري في الصيد باب ٧، وبدء الخلق باب ١٦، ومسلم في الحج حديث ٦٦ - ٦٩، ٧١ - ٧٧، ٧٩، ومالك في الحج حديث ٨٨ - ٩٠.
(٧) أخرجه البخاري في بدء الوحي باب ٣، والكفالة باب ٤، ومناقب الأنصار باب ٤٥، وتفسير سورة ٩٦، باب ١، والتعبير باب ١، ومسلم في الإيمان حديث ٢٥٢.
(٨) أخرجه البخاري في النفقات باب ١٥، والفرائض باب ١٥، ٢٥، ومسلم في الفرائض حديث ١٧.
(٩) أخرجه البخاري في الوضوء باب ٤٤، والمرضى باب ٢١، ومسلم في الفرائض حديث ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>