للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لعيال، وفي الحديث في الجماع: ثم جهدها (١) أي: بالغ في معاناة ذلك العمل، والحركة فيه كناية عن المبالغة في ذلك، أو فيما بلغ منها هي في ذلك. يقال: جهدت نفسي والفرس والرجل على فعل كذا، وأجهدته: بلغت مشقته، وأخرجت ما فيه من الجهد. وقال الخطابي: الجهد من أسماء النكاح.

[(ج هـ ر)]

وقوله: كل أمتي معافًى إلا المجاهرين (٢) أي: المعلنون بالمعاصي المستهزءون بإظهارها، وأصله من الظهور، والجهر ضد السر.

وقوله: ما أَذِنَ الله لنبي إذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به (٣)، حمله بعضهم على جواز قراءة القرآن بالألحان، وتأول بعضهم قوله: يجهر به على تفسير ما قبله على ظاهره من رفع صوته به وتحسينه. وقيل: معناه تحزينه. وقيل: رفع الصوت به، وسيأتي بعد الكلام على التحسين وعلى التغني في حرفيهما.

[(ج هـ ز)]

وقوله: أجهز جيشي (٤) وأمر بجهازه (٥)، ويجهزون رسول الله، وقد قضيت جهازك (٦)، ولم أقضِ من جهازي (٧)، جهزت القوم إذا تكفلت لهم جهاز السفر، وهو ما يحتاج إليه فيه، والجهاز بالفتح. قال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ﴾ [يوسف: ٧٠] وقاله بعضهم بالكسر وخطأه بعضهم.

[(ج هـ ل)]

وقوله: في الصائم: فلا يرفث ولا يجهل (٨) أي: لا يقل قول أهل الجهل، من رفث الكلام والسفه أو لا يشتم أحدًا ويجفه. يقال: جهل علي فلان إذا جفاه، ومثله قوله: وأحلم عنهم ويجهلون عليّ ومثله، من لم يدع قول الزور والجهل (٩).

وقوله: فميتته جاهلية (١٠) أي: على صفة حال الجاهلية من أنهم لا يطيعون لإمام، ولا يُدينون بما يجب من ذلك.

وقوله: نذرت في الجاهلية (١١)، وذكر الجاهلية هو ما كانت العرب عليه قبل الإسلام من الشرك وعبادة الأوثان.

[(ج هـ م)]

قوله: فتجهموا له (١٢) أي: استقبلوه بما


(١) أخرجه البخاري في الغسل باب ٢٨، ومسلم في الحيض حديث ٨٧.
(٢) أخرجه البخاري في الأدب باب ٦٠، ومسلم في الزهد حديث ٥٢.
(٣) أخرجه البخاري في فضائل القرآن باب ١٩، والتوحيد باب ٣٢، ومسلم في المسافرين حديث ٢٣٢، ٢٣٤.
(٤) أخرجه البخاري في العمل في الصلاة باب ١٨.
(٥) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ١٦.
(٦) أخرجه مالك في الجنائز حديث ٣٦.
(٧) أخرجه البخاري في المغازي باب ٧٩، ومسلم في التوبة حديث ٥٣.
(٨) أخرجه البخاري في الصوم باب ٢، ومسلم في الصيام حديث ١٥٩، ومالك في الصيام حديث ٥٧.
(٩) أخرجه البخاري في الأدب باب ٥١، والصوم باب ٨.
(١٠) أخرجه البخاري في الفتن باب ٢، والأحكام باب ٤، ومسلم في الإمارة حديث ٥٥، ٥٦.
(١١) أخرجه ابن ماجه في الكفارات باب ١٨، والدارمي في النذور باب ١.
(١٢) أخرجه أحمد في المسند ٥/ ١٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>