للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الهمزة معنى الإصبع في حق الله تعالى وتنزيهه عن الجارحة، وإذا كان ذلك، وجعلت الأصابع بعض مخلوقاته أو نعمه، صح فيها القبض والبسط، ويرجع القبض والبسط يتصرف في كل ما يليق به، فقد يرجع القبض في حق الأرض إلى جمعها، أو إذهابها وتكون هي بعض الأصابع إذ هي إحدى مقدوراته ونعمه للعباد، وأنه جعلها لهم ﴿كِفَاتًا (٢٥) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا﴾ [المرسلات، الآيتان: ٢٥، ٢٦] وجعل فيها تصرفاتهم وأرزاقهم، ويكون بسطها مدها كما قال ﴿وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ﴾ [الانشقاق: ٣] أو خلق أخرى مكانها، كما جاءت به الأحاديث والآيات في ذلك - والله أعلم بمراده ..

وقولها: فأرسلت إليه أن ابنًا لي قبض (١) أي: توفي. وفي الحديث: فجاء النبي ونفسه تقعقع يبين أن معنى قبض أنه في حال الموت وفي سبيله.

[(ق ب س)]

قوله: جاء ذكر القبس وهو العود في طرفه النار وهي الجذوة وقبست منه نارًا أو خبرًا أو علمًا قاقبسني أي: أعطاني ذلك واقتبست منه علمًا وغيره أيضًا.

[(ق ب ي)]

قوله: قدمت أقبية (٢) وقُباء من ديباج هو واحد الأقبية وأصله من ذوات الواو لأنه من قبوت إذا ضممت والأقبية ثياب ضيقة من ثياب العجم معلومة.

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: في حديث جابر فلما أقبلنا تعجلت على بعير لي قطوف (٣) كذا هو لابن الحذاء في حديث مسلم عن يحيى بن يحيى ولغيره أقفلنا وصوابه قفلنا وقوله في مثل النبي لما بعث به من الحكمة وكانت منها طائفة قبلت الماء، كذا في كتاب البخاري أول الحديث بياء بواحدة، ثم قال آخر الحديث. وقال إسحق: قيلت الماء بياء مشددة باثنتين تحتها، كذا قيدها الأصيلي هنا ولسائر الرواة هنا مثل الأول بباء بواحدة. وكذا للنسفي، وزعم الأصيلي، أن ما لإسحاق في روايته تصحيف. قال غيره: وهي صحيحة معناها جمعت وحبست الماء وروّت. وقال غيره: قبلت بمعنى شربت، والقيل: شرب نصف النهار، وقرأت بخط أبي عبيد البكري. قال أبو بكر: تقيل الماء في المكان المنخفض، اجتمع فيه وليس المراد بهذا عندي في الحديث جمع الماء فيها فقط لانتفاع الناس، فإنه قد ذكر هذا في الطائفة الثانية، وإنما معناه هنا جمعته وروّت منه، كما قال بأثر كلامه هذا: فأنبتت العشب والكلأ. وقال بعضهم معناه: شربت من قيلنا الإبل إذا شربت قائلة، والأول أصح معنى إن شاء الله.

وقوله: في حديث أبي قتادة، في الحمار المصيد: فلما انصرفوا قبل رسول الله أحرموا، كذا رويناه بالباء بواحدة مفتوحة وهو الصواب. وفي رواية بعضهم: قيل يا رسول الله من القول وليس بشيء.


(١) أخرجه البخاري في الجنائز باب ٣٣.
(٢) أخرجه البخاري في الشهادات باب ١١، واللباس باب ٤٤، والأدب باب ٨٢.
(٣) أخرجه البخاري في النكاح باب ١٠، ١٢١، ١٢٢، ومسلم في الرضاع حديث ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>