للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(غ ن م)]

قوله: رب الغنيمة صغرها كأنه أراد جماعة الغنم أو قطعة منها، وكذلك قوله في حديث أم زرع: وجدني في غنيمة (١).

وقوله: السكينة في أهل الغنم (٢). قيل: أراد بذلك أهل اليمن؛ لأن أكثرهم أهل غنم، بخلاف مضر وربيعة الذين هم أصحاب إبل.

[(غ ن ي)]

قوله: أعظم الناس غَناء (٣): بفتح الغين ممدودًا أي: كفاية وإجزاء، والغنى: بالكسر والقصر ضد الفقر، ومنه: خَيْرِ الصَّدَقَةِ ما كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى (٤)، ويروى: ما أبقت غنى، قيل: معناه الصدقة بالفضل عن قوت عيالهم وحاجتهم، كقوله: وأَبْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ.

وقوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾ [البقرة: ٢١٩]، قيل: الفضل عن أهلك، وقيل في قوله: ما أبقت غِنًى تأويل آخر أي: ما أغنى المسكين عن المسألة وجبر حاله. ومنه قوله: وَرَجُلٌ رَبَطَها تَغْنِيًا وتَعَفُّفًا (٥) أي: ليكتسب بها ويستغني عن الناس وسؤالهم والحاجة إليهم.

وقوله: لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيّ (٦) هو من هذا، وعن أبي الدرداء: هي صحة الجسد، وأما الغناء من الصوت فهو ممدود. وفي الحديث: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ (٧)، قال سفيان: معناه يستغن به. يقال: تغانيت وتغنيت بمعنى استغنيت. وفي الحديث ما أَذِنَ اللهُ لِشَيْءٍ إِذْنَهُ لِنَبِيءٍ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ (٨)، يريد يجهر به، فسره في الحديث: أنه من الجهر وتحسين الصوت، كما قال في الحديث الآخر: زَيِّنُوا القُرْآنِ بِأَصْوَاتِكُمْ (٩). وقيل: هذا المعنى في الحديث الأول، وكل رفع صوت عند العرب غناء. وقيل: معناه تحزين القراءة وترجيعها. وقيل: معنى يتغنى به أي: يجعله هجيراه، وتسلية نفسه، وذكر لسانه في كل حالاته، كما كانت العرب تفعل ذلك بالشعر والحداء والرجز، في تصرفاتها وأسفارها واستقائها وحروبها وأنديتها. وقول عثمان لعمار حين أتاه من عند علي بكتاب صدقة رسول الله : أغنها عنا (١٠) بقطع الألف أي: اصرفها وسر بها عنا. وقيل: كفها عني. يقال: أغن عني شرك


(١) أخرجه البخاري في النكاح باب ٨٢، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٩٢.
(٢) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ١٥، والمناقب باب ١، والمغازي باب ٧٤، ومسلم في الإيمان حديث ٨٥ - ٨٧، ومالك في الاستئذان حديث ١٥.
(٣) أخرجه البخاري في الرقاق باب ٣٣، والقدر باب ٥.
(٤) أخرجه البخاري في الزكاة باب ١٨، والنفقات باب ٢، ومسلم في الزكاة حديث ٩٥.
(٥) أخرجه البخاري في الاعتصام باب ٢٤، والمناقب باب ٢٨، وتفسير سورة ٩٩، باب ١، والمساقاة
باب ١٢، ومالك في الجهاد حديث ٣.
(٦) أخرجه أبو داود في الزكاة باب ٢٤، والترمذي في الزكاة باب ٢٣.
(٧) أخرجه البخاري في التوحيد باب ٤٤.
(٨) أخرجه البخاري في فضائل القرآن باب ١٩، والتوحيد باب ٣٢، ومسلم في المسافرين حديث ٢٣٢، ٢٣٤.
(٩) أخرجه البخاري في التوحيد باب ٥٢.
(١٠) أخرجه البخاري في الخمس باب ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>