للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله في أهل الدار يبيِّتون (١). وإنا نصيب في البيات من ذراري المشركين (٢)، هو أن يوقع بهم ليلًا، وهو البيات. قال الله تعالى ﴿لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ﴾ [النمل: ٤٩] وقال ﴿أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ﴾ [الأعراف: ٩٧] وقوله: فباتوا يفعلون كذا، وبات يفعل كذا، وبت أفعله وهو متكرر في الحديث، هو كناية عما يصنع في الليل وعكسه ظللت في فعل النهار. وأكثر ما يستعمل بات في غير النون.

وقوله في حديث الهجرة: فيصبح مع قريش كبائت (٣) أي، كمثل من بات معهم ولم يغب عنهم.

وقوله: لبيت بركبة أحب إلي من أبيات بالشام (٤). قيل: أراد بالبيت البناء والمسكن لصحة بلاد الحجاز، ووباء الشام وركبة من بلاد الطائف. وسنذكرها وقيل: أراد، والبيت هنا أهله من العرب قال بعض اللغويين: البيت من العرب الذي يجمع شرف القبيلة وهو بيتها أيضًا.

[(ب ي ح)]

قوله: أبيحت خضراء قريش (٥) أي: انتهبت وتم هلاكها، والإباحة كالنهبي، وما لا يرد عنه مريده ومنه: الشيء المباح في الشرع، أي: الذي لم يمنع منه مانع، ترك لمن أراد فعله، أو تركه وخضراء وهم جماعتهم، وسنذكره مفسرًا في حرف الخاء، إن شاء الله تعالى.

[(ب ي د)]

قوله: بَيْد أنهم أوتوا الكتاب من قِبَلنا (٦) بفتح الباء والدال لا غير وسكون الياء معناه هنا: غير. وقيل: إلا وقيل: على، وتأتي بمعنى من أجل. ومنه قوله في الحديث الآخر: بَيْدَ أني من قريش. وقد قيل ذلك في الحديث الأول، وهو بعيد. وقد تقدم الكلام عليه، والخلاف فيه في حرف الهمزة، وفيها لغة أخرى ميد بالميم.

وقوله: بيداؤكم هذه (٧)، وذكر البيداء، وبيداء المدينة، وبيداء مكة، هي المفازة والقفر، وكل صحراء بيداء، وجمعها بيد، والبيدر والبيادر بفتح الباء. ذكرت في الحديث: هي للتمر كالأنادر للطعام، يجمع فيها إذا جد، ويسمى الجرين أيضًا والجوخان.

وقوله: بيدر كل تمر على حدته (٨) أي: اجعل لكل ثنف بيدرًا ولا تخلط به غيره.

وقوله: أبيدت خضراء قريش (٩) أي: أهلكت، وهو قريب من الرواية الأخرى:


(١) أخرجه البخاري في الجهاد باب ١٤٦، ومسلم في الجهاد حديث ٢٦.
(٢) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٢٧.
(٣) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار باب ٤٥، واللباس باب ١٦.
(٤) أخرجه مالك في المدينة حديث ٢٦، بلفظ: "لبيت بركبة أحب إليَّ من عشرة أبيات في الشام".
(٥) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٨٤، ٨٦.
(٦) أخرجه البخاري في الجمعة باب ١، ١٢، وأحاديث الأنبياء باب ٥٤، ومسلم في الجمعة حديث ١٩، ٢٠، ٢١.
(٧) أخرجه مسلم في الحج حديث ٢٣، ٢٤.
(٨) أخرجه البخاري في الوصايا باب ٣٦، والمغازي باب ١٨، بلفظ: "فبيدر كلّ تمر على ناحيةٍ".
(٩) أخرجه مسلم في الجهاد حديث ٨٤، ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>