للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الجاهلية يضربون بها في أمورهم، ويستقسمون بها عليها علامات للخير والشر والأخذ والترك والإيجاب والنفي، يضربون بها ويجيلون على ما يخرج لهم من علاماتها، فنهى الله عن ذلك، وإنه من عمل الشيطان واحدها زلم: بفتح الزاي وضمها وفتح اللام وإنما تسمى القداح بذلك ما لم يكن عليها ريش، فإذا ريشت فهي سهام هذا قول أكثرهم. وقيل: الأزلام حصى بيض كانوا يضربون بها لذلك.

[(ز ل ف)]

قوله: كل حسنة زلفها (١): بفتح اللام مخففة أي: جمعها واكتسبها أو قربها قربة إلى الله، وسميت المزدلفة لجمعها الناس. وقيل: لقرب أهلها إلى منازلهم بعد الإفاضة، وهي مفتعلة من زلف أبدلت التاء دالًا.

وقوله: حتى تزلف لهم الجنة أي: تدني وتقرب، قال الله ﴿وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾ [التكوير: ١٣] وضبطه بعض شيوخنا تزلف أي: تتقرب. وفي حديث يأجوج ومأجوج: فتصبح كالزلفة (٢)، يريد الأرض: بفتح الزاي واللام وتسكين اللام أيضًا، ويقال: بالقاف أيضًا بالوجهين، وبجميعها روينا الحرف في كتاب مسلم، وضبطناه عن متقني شيوخنا. وذكر جميع ذلك أهل اللغة وصححوه، وفسرها ابن عباس بالمرآة، وقاله ثعلب وأبو زيد. وقال آخرون: هي بالفاء الإجانة الخضراء. وقيل: الصحفة. وقيل: المحارة. وقيل: المصانع. وقيل: المصنع إذا امتلأ ماء.

[الزاي مع الميم]

[(ز م ر)]

قوله: أول زمرة تدخل الجنة (٣) وإذا زمرة (٤) أي: جماعة في تفرقة بعضهم إثر بعض، وجمعها زمر.

وقوله: مزمور الشيطان (٥): بضم أوله بمعنى مزمار، كما جاء في الحديث الآخر، وأصله الصوت الحسن، والزمر الغناء، ومنه: لقد أوتي مزمارًا من مزامير آل داود (٦)، أي: صوتًا حسنًا.

[(ز م ز م)]

قوله: له فيها زمزمة (٧)، مر تفسيره في حرف الراء والاختلاف فيه، وزمزم مكة نذكره آخرًا.

[(ز م ل)]

قوله: زملوني (٨) أي: لفوني في الثياب، ودثروني بها، وكذلك قوله في الشهداء:


(١) أخرجه البخاري في الإيمان باب ٣١.
(٢) أخرجه مسلم في الفتن حديث ١١٠.
(٣) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ٨، وأحاديث الأنبياء باب ١، ومسلم في صفة الجنة حديث ١٤، ١٦.
(٤) أخرجه البخاري في الرقاق باب ٥٣.
(٥) انظر البخاري في مناقب الأنصار باب ٤٦، والجهاد باب ٨١، ومسلم في العيدين حديث ١٦، ١٩.
(٦) أخرجه البخاري في فضائل القرآن باب ٣١، ومسلم في المسافرين حديث ٢٣٥، ٢٣٦.
(٧) أخرجه البخاري في الشهادات باب ٣، والجنائز باب ٨٠، والأدب باب ٩٧، ومسلم في الفتن حديث ٩٥.
(٨) أخرجه البخاري في بدء الوحي باب ٣، ٧، والتعبير باب ١، وتفسير سورة ٩٦، باب ١، ٣، ومسلم في الإيمان حديث ٢٥٢، ٢٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>