النبي ﷺ. قال القاضي ﵀: قد رواه غير مالك، عن زيد بن أسلم، كما قال مالك، وهو قول أكثرهم، فمالك إنما روى عن زيد ما روى غيره، فدل أن الوهم ليس منه، وقد رواه معمر والدراوردي وغيرهما عن زيد، عن أبي عبد الله الصنابحي، كما قال البخاري، ورواه بعضهم عنه، عن الصنابحي غير مسمى ولا مكنى، وقد رواه الطباع، وبعض رواهُ مالك، فقالوا: عن أبي عبد الله، وقال ابن معين: عبد الله الصنابحي يروي عنه المدنيون، يشبه أن تكون له صحبة، وروي عنه أيضًا غير هذا، وأن أحاديثه مرسلة. قال أبو عمر: ليس في الصحابة عبد الله الصنابحي. وفي باب الأمر بالمعروف: عن سعيد بن جبير: سألني عبد الرحمن بن أبزى أن أسأل ابن عباس، كذا في البخاري في التفسير وغيره، وعند مسلم أيضًا كذلك، وقد ذكره البخاري أيضًا. قال ابن أبزى: غير مسمى. قال بعضهم: قال لي سعيد ابن عبد الرحمن بن أبزى، وكذا رواه أبو عبيد، ولعله سقط ابن قبل عبد الرحمن من الرواية الأخرى، أو تصحف من ابن نون كناية أمرني، ويكون أمر ابن عبد الرحمن لأن سعيدًا من صحابة النبي ﵇. قال القاضي ﵀: لا ينكر سؤال عبد الرحمن بن أبزى، واستفادته من ابن عباس، فقد سأله من هو أفقه منه وأقدم صحبة. وفي باب: استخلاف الإمام، فخرج يعني النبي ﵇ بين عباس بن عبد المطلب، وبين رجل آخر، كذا ذكره مسلم في حديث عبد الملك بن الليث لكافتهم، من رواية عقيل عن الزهري، ومن طريق ابن أبي عائشة، وعند ابن ماهان بين الفضل بن عباس في حديث عقيل، وكذا ذكره البخاري من هذا الطريق، وكذا ذكره مسلم قبل هذا من رواية معمر، عن الزهري. وفي باب: من نحر البدن قائمة. وقال ابن عباس: صوافن قيامًا، كذا لجميعهم، وعند الجرجاني. وقال ابن عمر: والأول الصواب. وفي باب إذا قام الرجل عن يسار الإمام: نا قتيبة، نا داود، عن عمرو بن دينار، في كتاب ابن السكن، نا داود بن عبد الرحمن العطار بنسبه، وهو صحيح، وهو غير منسوب عند سائر الرواة، وليس له ذكر في الصحيحين إلا هنا. وقد قاله بعض الرواة: القطان وهو خطأ، وأما أبو معشر العطار، فكذا هو بالعين صحيح، خرج مسلم عن يحيى بن يحيى عنه، ونسبه وهو البراء أيضًا، وخرج عنه البخاري واسمه يوسف بن يزيد، وأبان بن يزيد العطار بالعين أيضًا، وأما يحيى بن سعيد القطان بالقاف فمشهور.
[فصل في مشكل الأنساب]
فيها (العبسي) بياء بواحدة وسين مهملة منسوبون إلى عبس من غطفان، منهم: حذيفة ابن اليمان العبسي، وعبد الرحمن بن هلال العبسي، وشريح بن أوفى العبسي، ويقال: ابن أبي أوفى، وعبيد الله بن موسى العبسي، وعبد الله بن أبي شيبة العبسي، وهو أبو بكر وأخوه عثمان، هؤلاء جاء نسبهم فيها، وأما من ينسب كذلك ممن سمي فيها ولم ينسب فكثير، ومثله:(العنسي) إلا أنه بالنون قبيل من مذحج فجماعة أيضًا نسب منهم الأسود العنسي الكذاب، وعمير بن الأسود العنسي، وكذلك عمير بن هاني العنسي، وأبو عياض العنسي، ويشتبه به (العيشي)، بالياء باثنتين تحتها وشين معجمة منسوبون إلى بني عائش ابن تيم الله بن بكر بن وائل، كذا نسبهم ابن ماكولا، وعبد الغني وغيرهما، وكذا يقوله أصحاب الحديث. وقال بعضهم: إنما صوابه: العائشي منهم