للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[(أ س ف)]

وفي صفة أبي بكر: أَسِيفٌ (١). هو الكثير الحزن والبكاء السريعُهُ. والأسوف مثله، والأَسَفُ الحزن.

وفي الحديث الآخر: فأَسِفْتُ (٢)، وآسَف كما يأسفون، بمد الهمزة وفتح السين، أي أغضب. قال الله تعالى ﴿فَلَمَّا آسَفُونَا﴾ [الزخرف: ٥٥] و ﴿غَضْبَانَ أَسِفًا﴾ [الأعراف: ١٥٠]. وفي الجنائز: فلقي عليها أَسَفًا (٣)، أي شدة حزن، وفيه: فتأسف. أي تحزن.

[(أ س س)]

في بناء ابن الزبير: حتى أبدى أُسًّا فبنى عليه (٤) الأُسّ بالضم والتشديد أصل تأسيس البناء، وجمعه أُسُسٌ بضم الجميع وقيل: بفتح السين أيضًا، وجمعه آساس بالمد، وقد جاء في حديث بناء الكعبة أيضًا: وأما الأَساس (٥) بالفتح والكسر فواحد مقصور غير ممدود.

[(أ س ي)]

وقوله: يأتسي بمن كان قبله. أي يقتدي به.

وفي حديث هرقل: قلت: رجل يأتسي بقول قيل قبله (٦). أي يقتدي به ويتبع، والإسوة القدوة ويقال: أسوة.

[فصل الاختلاف والوهم]

قول مالك: سمعت بعض أهل العلم يستحب إذا رفع الذي يطوف بالبيت يده عن الركن اليماني، أن يضعها على فيه. كذا رواه يحيى وابن وهب وابن القاسم وغيرهم، ورواه مطرف والقعنبي وأكثر الرواة: الركن الأسود. وكذا رواه ابن وضاح وكلاهما صحيح، وكذا يقول مالك في الركن اليماني وفي الركن الأسود إذا لم يقدر على تقبيله، أن يستلمه بيده ثم يضعها على فيه، واختلف عنه في تقبيل اليد إذا وضعها على الفم فيهما.

قوله: في شعر حسان: على أكتافها الأسل الظماء (٧). كذا رواية الكافة، وهي الرماح ومعنى الظماء أي لدنة رقيقة، كما قالوا: فيها ذوابل. أي إنها للدونتها كالشيء الذابل اللين، ورواه بعضهم عن ابن ماهان: الأسد الظماء. معناها الرجال المشبهون بالأسد العاطشة إلى دمائهم، وقد يتأول مثل هذا في الرماح أيضًا وقد جاء في أشعار العرب كثيرًا.

قوله: في فضل أبي بكر: واساني. كذا للأصيلي ولبعض شيوخ أبي ذر نحوه، وللباقين: وواساني (٨) وهو الصواب.


(١) أخرجه البخاري في الأذان باب ٣٩، ٦٧، ٦٨، ٧٠، وأحاديث الأنبياء باب ١٩، ومسلم في الصلاة حديث ٩٥.
(٢) أخرجه مالك في العتق حديث ٨.
(٣) أخرجه مالك في الجنائز حديث ٤٣.
(٤) أخرجه مسلم في الحج حديث ٤٠٢.
(٥) أخرجه البخاري في الحج باب ٤٢.
(٦) أخرجه البخاري في بدء الوحي باب ٦.
(٧) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ١٥٧، وصدر البيت:
يبارين الأعنّة مصعدات
والبيت من الوافر، وهو لحسان بن ثابت في ديوانه ص ٧٣.
(٨) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي باب ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>